الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون

                                                                                                                                                                                                دل بهذا على عظم شأن الحق ، وأن السماوات والأرض ما قامت ولا من فيهن إلا به ، فلو اتبع أهواءهم لانقلب باطلا ، ولذهب ما يقوم به العالم فلا يبقى له بعده قوام ، أو أراد أن الحق الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو الإسلام ، لو اتبع أهواءهم وانقلب شركا ، لجاء الله بالقيامة ، ولأهلك العالم ولم يؤخر ؛ وعن قتادة : أن الحق هو الله ، ومعناه : ولو كان الله إلها يتبع أهواءهم ويأمر بالشرك والمعاصي ، لما كان إلها ولكان شيطانا ، ولما قدر أن يمسك السماوات والأرض ، " بذكرهم" أي : بالكتاب الذي هو ذكرهم ، أي : وعظهم أو وصيتهم وفخرهم : أو بالذكر الذي كانوا يتمنونه ، ويقولون : لو أن عندنا ذكرا من الأولين لكنا عباد الله المخلصين ، وقرئ : "بذكراهم " .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية