الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حجم ]

                                                          حجم : الإحجام : ضد الإقدام . أحجم عن الأمر : كف أو نكص هيبة . وفي الحديث : ( أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أخذ سيفا يوم أحد فقال : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فأحجم القوم ) أي نكصوا وتأخروا وتهيبوا أخذه . ورجل محجام : كثير النكوص . والحجام : شيء يجعل في فم البعير أو خطمه لئلا يعض ، وهو بعير محجوم ، وقد حجمه يحجمه حجما إذا جعل على فمه حجاما وذلك إذا هاج . وفي الحديث عن ابن عمر : وذكر أباه فقال : كان يصيح الصيحة يكاد من سمعها يصعق كالبعير المحجوم . وأما قوله في حديث حمزة : ( إنه خرج يوم أحد كأنه بعير محجوم ) وفي رواية : رجل محجوم ؛ قال ابن الأثير : أي جسيم ، من الحجم وهو النتو ؛ قال ابن سيده : وربما قيل في الشعر فلان يحجم فلانا عن الأمر أي يكفه ، والحجم : كفك إنسانا عن أمر يريده . يقال : أحجم الرجل عن قرنه ، وأحجم إذا جبن وكف ؛ قاله الأصمعي وغيره ، وقال مبتكر الأعرابي : حجمته عن حاجته منعته عنها ، وقال غيره : حجوته عن حاجته مثله ، وحجمته عن الشيء أحجمه أي كففته عنه . يقال : حجمته عن الشيء فأحجم أي كففته فكف ، وهو من النوادر مثل كببته فأكب . قال ابن بري : يقال حجمته عن الشيء فأحجم أي كففته عنه وأحجم هو وكببته وأكب هو ، وشنقت البعير وأشنق هو إذا رفع رأسه ، ونسلت ريش الطائر وأنسل هو ، وقشعت الريح الغيم وأقشع هو ، ونزفت البئر وأنزفت هي ، ومريت الناقة وأمرت هي إذا در لبنها . وإحجام المرأة المولود : أول إرضاعة ترضعه ، وقد أحجمت له . وحجم العظم يحجمه حجما : عرقه . وحجم ثدي المرأة يحجم حجوما : بدا نهوده ؛ قال الأعشى :


                                                          قد حجم الثدي على نحرها في مشرق ذي بهجة ناضر



                                                          وهذه اللفظة في التهذيب بالألف في النثر والنظم : قد أحجم الثدي على نحر الجارية . قال : وحجم وبجم إذا نظر نظرا شديدا ، قال الأزهري : وحمج مثله . ويقال للجارية إذا غطى اللحم رءوس عظامها فسمنت : ما يبدو لعظامها حجم ؛ الجوهري : حجم الشيء حيده . يقال : ليس لمرفقه حجم أي نتو . وحجم كل شيء : ملمسه الناتئ تحت يدك ، والجمع حجوم . وقال اللحياني : حجم العظام أن يوجد مس العظام من وراء الجلد فعبر عنه تعبيره عن المصادر ؛ قال ابن سيده : فلا أدري أهو عنده مصدر أم اسم . قال الليث : الحجم وجدانك مس شيء تحت ثوب ، تقول : مسست بطن الحبلى فوجدت حجم الصبي في بطنها . وفي الحديث : ( لا يصف حجم عظامها ) قال ابن الأثير : أراد لا يلتصق الثوب ببدنها فيحكي الناتئ والناشز من عظامها ولحمها ، وجعله واصفا على التشبيه لأنه إذا أظهره وبينه كان بمنزلة الواصف لها بلسانه . والحجم : المص يقال : حجم الصبي ثدي أمه إذا مصه . وما حجم الصبي ثدي أمه أي ما مصه . وثدي محجوم أي ممصوص . والحجام : المصاص . قال الأزهري : يقال للحاجم حجام لامتصاصه فم المحجمة ، وقد حجم يحجم ويحجم حجما وحاجم حجوم ومحجم رفيق . والمحجم والمحجمة : ما يحجم به . قال الأزهري : المحجمة قارورته ، وتطرح الهاء فيقال محجم ، وجمعه محاجم ؛ قال زهير :


                                                          ولم يهريقوا بينهم ملء محجم



                                                          وفي الحديث : ( أعلق فيه محجما ) قال ابن الأثير : المحجم ، بالكسر ، الآلة التي يجمع فيها دم الحجامة عند المص ، قال : والمحجم أيضا مشرط الحجام ؛ ومنه الحديث : ( لعقة عسل أو شرطة محجم ) وحرفته وفعله الحجامة . والحجم : فعل الحاجم وهو الحجام . واحتجم : طلب الحجامة ، وهو محجوم ، وقد احتجمت من الدم . وفي حديث الصوم : ( أفطر الحاجم والمحجوم ) ابن الأثير : معناه : أنهما تعرضا للإفطار ، أما المحجوم فللضعف الذي يلحقه من خروج دمه فربما أعجزه عن الصوم ، وأما الحاجم فلا يأمن أن يصل إلى حلقه شيء من الدم فيبلعه أو من طعمه ، قال : وقيل هذا على سبيل الدعاء عليهما أي بطل أجرهما فكأنهما صارا مفطرين ، كقوله : ( من صام الدهر فلا صام ولا أفطر ) . والمحجمة من العنق : موضع المحجمة . وأصل الحجم المص ، وقولهم : أفرغ من حجام ساباط ؛ لأنه كان تمر به الجيوش فيحجمهم نسيئة من الكساد حتى يرجعوا فضربوا به المثل ؛ قال ابن دريد : الحجامة من الحجم الذي هو البداء لأن اللحم ينتبر أي يرتفع . والحوجمة : الورد الأحمر ، والجمع حوجم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية