الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 411 ] ثم دخلت سنة سبع وثمانين ومائتين

فمن الحوادث فيها :

أن المعتضد دخل من متنزهه ببرازالروز إلى بغداد وأمر ببناء قصر في موضع اختاره من برازالروز ، فحملت إليه الآلات ، وابتدئ بعمله .

وفى شهر ربيع الأول غلظ أمر القرامطة بالبحرين ، وأغاروا على نواحي هجر ، وقرب بعضهم من نواحي البصرة فوجه [ أمير المؤمنين ] المعتضد إليهم جيشا .

وفى شهر ربيع الآخر ولى المعتضد عباس بن عمرو الغنوي اليمامة والبحرين ، ومحاربة أبي سعيد القرمطي ، وضم إليه زهاء ألفي رجل ، فسار نحو القرامطة فاقتتلوا ، فأسر العباس ، وقتل أصحابه ، فانزعج أهل البصرة وهموا بالجلاء عنها ثم أطلق العباس .

ومن العجائب أنه كان مع العباس عشرة آلاف في محاربة أبي سعيد القرمطي فقبض عليهم أبو سعيد فنجا العباس وحده وقتل الباقون ، وإن عمرو بن الليث مضى في خمسين ألفا إلى محاربة إسماعيل بن أحمد ، فأخذ [ هو ] ونجا الباقون .

ولإحدى عشرة ليلة خلت من رجب ، ولي حامد بن العباس الخراج والضياع بفارس ، وكانت في يد عمرو بن الليث ، ودفعت كتبه بالولاية إلى أخيه أحمد بن [ ص: 412 ] العباس ، وكان حامد مقيما بواسط لأنه كان يليها .

وحج بالناس في هذه السنة محمد بن عباد [ بن داود ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية