الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 513 ] شبابة ( ع )

                                                                                      ابن سوار ، الإمام الحافظ الحجة ; أبو عمرو الفزاري ، مولاهم المدائني .

                                                                                      ولد في حدود عام ثلاثين ومائة .

                                                                                      روى عن أوس بن أبي إسحاق ، وابن أبي ذئب ، وحريز بن عثمان ، وشعبة ، وإسرائيل ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ، وورقاء ، وسفيان ، وطبقتهم .

                                                                                      وعنه أحمد وإسحاق ، وعلي ، ويحيى ، وأبو خيثمة ، والحسن الحلواني ، وأحمد بن الفرات ، ومحمد بن عاصم الثقفي ، وعباس الدوري ، وعبد الله بن روح ، وخلق كثير .

                                                                                      وكان من كبار الأئمة إلا أنه مرجئ .

                                                                                      قال أحمد العجلي : قيل لشبابة : أليس الإيمان قولا وعملا ؟ قال : [ ص: 514 ] إذا قال فقد عمل .

                                                                                      وقال أبو زرعة : رجع شبابة عن الإرجاء .

                                                                                      وقال أحمد بن حنبل : كان شعبة يتفقد أصحاب الحديث ، فقال يوما : ما فعل ذاك الغلام الجميل ؟ - يعني شبابة .

                                                                                      وقال ابن قتيبة : خرج شبابة إلى مكة ، فمات بها .

                                                                                      وقال أحمد : كان داعية إلى الإرجاء .

                                                                                      وقال أبو حاتم : صدوق ، ولا يحتج به .

                                                                                      وقال أبو أحمد بن عدي : يقال : اسمه مروان ، ولقبه شبابة .

                                                                                      وروى أحمد بن أبي يحيى عن أحمد بن حنبل قال : تركته للإرجاء .

                                                                                      وقال عثمان الدارمي : قلت ليحيى : فشبابة في شعبة ؟ قال : ثقة .

                                                                                      وقال علي بن المديني : صدوق إلا أنه يرى الإرجاء ، ولا ينكر لمن سمع ألوفا أن يجيء بخبر غريب . [ ص: 515 ]

                                                                                      قال طائفة : مات شبابة سنة ست ومائتين .

                                                                                      أخبرنا جماعة إجازة قالوا : أخبرنا عمر بن طبرزد ، أخبرنا ابن الحصين ; أخبرنا ابن غيلان ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا عبد الله بن روح المدائني ، حدثنا شبابة ، حدثنا ابن زبر ، حدثنا الزهري ، عن أبي سلمة ، عن عائشة قالت : أهللت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعمرة في حجته قال الزهري : وسمعت غيرها يقول : أهل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعمرة وحجة .

                                                                                      قال الأثرم : سمعت أبا عبد الله وذكر شبابة فقال : روى عن شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلد في الخمر قال : وهذا ليس بشيء ، رواه غير واحد عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس .

                                                                                      قيل لأبي عبد الله : وروى عن شعبة عن بكير بن عطاء ، عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي ، في الدباء ، فقال : وهذا إنما روى شعبة بهذا الإسناد حديث الحج .

                                                                                      [ ص: 516 ] وقال أبو عبد الله : كنت كتبت عن شبابة قديما شيئا يسيرا قبل أن نعلم أنه يقول بهذا - يعني الإرجاء - .

                                                                                      وقال عبد الله بن أحمد : كان أبي ينكر حديث شبابة ، عن شعبة ، عن معن قال : كان ينتبذ لعبد الله في جر .

                                                                                      وذكر العقيلي أن شبابة قدم من المدائن ، للذي أنكر عليه أحمد ، فكانت الرسل تختلف بينهما ، قال الناقل : فرأيت شبابة تلك الأيام مغموما مكروبا ، ثم انصرف إلى المدائن قبل أن ينصلح أمره عند أحمد بن حنبل .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية