الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 283 ] ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون

                                                                                                                                                                                                                                      ثم يأتي وهو عطف على (تزرعون) فلا وجه لجعله بمعنى الأمر حثا لهم على الجد والمبالغة في الزراعة على أنه يحصل بالإخبار بذلك أيضا من بعد ذلك أي: من بعد السنين السبع المذكورات، وإنما لم يقل: (من بعدهن) قصدا إلى الإشارة إلى وصفهن، فإن الضمير ساكت عن أوصاف المرجع بالكلية سبع شداد أي: سبع سنين صعاب على الناس يأكلن ما قدمتم لهن من الحبوب المتروكة في سنابلها، وفيه تنبيه على أن أمره - عليه السلام - بذلك كان لوقت الضرورة، وإسناد الأكل إليهن - مع أنه حال الناس فيهن - مجازي، كما في: (نهاره صائم) وفيه تلويح بأنه تأويل لأكل العجاف السمان، واللام في لهن ترشيح لذلك، فكأن ما ادخر في السنابل من الحبوب شيء قد هيئ وقدم لهن كالذي يقدم للنازل، وإلا فهو في الحقيقة مقدم للناس فيهن إلا قليلا مما تحصنون تحرزون مبذور الزراعة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية