الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون

                                                                                                                                                                                                الصور -بفتح الواو - : عن الحسن ، والصور -بالكسر والفتح- عن أبي رزين ، وهذا دليل لمن فسر الصور بجمع الصورة ، ونفي الأنساب : يحتمل أن التقاطع يقع بينهم ، حيث يتفرقون معاقبين ومثابين ، ولا يكون التواصل بينهم والتآلف إلا بالأعمال ، فتلغوا الأنساب وتبطل ، وأنه لا يعتقد بالأنساب ؛ لزوال التعاطف والتراحم بين الأقارب ؛ إذ يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ، وعن ابن مسعود : "لا يساءلون " : بإدغام التاء في السين .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : قد ناقض هذا ونحو قوله : ولا يسأل حميم [المعارج : 10 ] ، قوله : مستسلمون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون [الصافات : 27 ] ، وقوله : يتعارفون بينهم [يونس : 45 ] فكيف التوفيق بينهما ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : فيه جوابان :

                                                                                                                                                                                                أحدهما : أن يوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة ، ففيه أزمنة وأحوال مختلفة يتساءلون ويتعارفون في بعضها ، وفي بعضها لا يفطنون لذلك لشدة الهول والفزع .

                                                                                                                                                                                                [ ص: 251 ] والثاني : أن التناكر يكون عند النفخة الأولى ، فإذا كانت الثانية ، قاموا فتعارفوا وتساءلوا .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية