الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون

                                                                                                                                                                                                [ ص: 252 ] غلبت علينا : ملكتنا ، من قولك : غلبني فلان على كذا : إذا أخذه منك وامتلكه ، والشقاوة : سوء العاقبة التي علم الله أنهم يستحقونها بسوء أعمالهم ، قرئ : "شقوتنا " ، وشقاوتنا بفتح الشين وكسرها فيهما ، اخسئوا فيها : ذلوا فيها وانزجروا كما تنزجر الكلاب إذا زجرت ، يقال : خسأ الكلب وخسأ بنفسه ، ولا تكلمون : في رفع العذاب ، فإنه لا يرفع ولا يخفف ، قيل : هو آخر كلام يتكلمون به ، ثم لا كلام بعد ذلك إلا الشهيق والزفير والعواء كعواء الكلاب لا يفهمون ولا يفهمون ، وعن ابن عباس : إن لهم ست دعوات : إذا دخلوا النار قالوا : ألف سنة : ربنا أبصرنا وسمعنا فيجابون : حق القول مني ، فينادون ألفا : ربنا أمتنا اثنتين ، فيجابون : ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم ، فينادون ألفا : ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك ، فيجابون : إنكم ماكثون ، فينادون ألفا : ربنا أخرنا ، فيجابون : أولم تكونوا ، فينادون ألفا : ربنا أخرجنا نعمل صالحا ، فيجابون : أولم نعمركم ، فينادون ألفا : رب ارجعون ، فيجابون : اخسئوا فيها .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية