الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون

                                                                                                                                                                                                [ ص: 253 ] " قال " : في مصاحف أهل الكوفة ، "وقل " : في مصاحف أهل الحرمين والبصرة والشام ، ففي " قال " : ضمير الله أو المأمور بسؤالهم من الملائكة ، وفي "قل" ضمير الملك أو بعض رؤساء أهل النار .

                                                                                                                                                                                                استقصروا مدة لبثهم في الدنيا بالإضافة إلى خلودهم ولما هم فيه من عذابها ؛ لأن الممتحن يستطيل أيام محنته ويستقصر ما مر عليه من أيام الدعة إليها ، أو لأنهم كانوا في سرور ، وأيام السرور قصار ، أو لأن المنقضي في حكم ما لم يكن ، وصدقهم الله في تقالهم لسني لبثهم في الدنيا ووبخهم على غفلتهم التي كانوا عليها ، وقرئ : "فسل العادين " ، والمعنى : لا نعرف من عدد تلك السنين إلا أنا نستقله ونحسبه يوما أو بعض يوم ؛ لما نحن فيه من العذاب ، وما فينا أن نعدها ، فسل من فيه أن يعد ، ومن يقدر أن يلقي إليه فكره ، وقيل : فسل الملائكة الذين يعدون أعمار العباد ويحصون أعمالهم ، وقرئ : "العادين " : بالتخفيف ، أي : الظلمة ؛ فإنهم يقولون كما نقول ، وقرئ : "العاديين " ، أي : القدماء المعمرين ؛ فإنهم يستقصرونها ، فكيف بمن دونهم ؟ وعن ابن عباس : أنساهم ما كانوا فيه من العذاب بين النفختين .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية