الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة ثلاث وتسعين ومائتين

فمن الحوادث فيها:


أنه ورد الخبر أن أخا الحسين بن زكرويه المعروف بصاحب الشامة ظهر بالدالية من طريق الفرات ، واجتمع إليه جماعة من الأعراب والمتلصصة ، [وأنه] قد عاث بتلك الناحية ، وحارب أهلها ، فخرج إليه الجند . ثم ورد الخبر أنه صار إلى طبرية ، فامتنعوا من إدخاله ، فحاربهم حتى دخلها فقتل عامة من بها من الرجال والنساء ونهبها وانصرف إلى ناحية البادية .

وفى شهر ربيع الآخر ورد الخبر بأن الداعية الذي بنواحي اليمن صار إلى مدينة صنعاء ، فحاربه أهلها ، فظفر بهم فقتلهم إلا القليل وتغلب على سائر مدن اليمن .

ثم نبغ قوم من القرامطة فنهبوا بلد هيت ، وقتلوا خلقا [من أهلها] ، وأخذوا ما قدروا عليه من المال ، وأوقروا ثلاثة آلاف راحلة ، فبعث السلطان إليهم فتفرقوا ، [وجاءوا] برأس رئيسهم فسلموا . ثم نبغ منهم آخرون وجرت لهم حروب ، [ ص: 45 ] ودخلوا الكوفة حين انصرف الناس من صلاة عيد الأضحى وهم ثماني مائة فارس ، ونادوا: يا لثارات الحسين - يعنون الحسين بن زكرويه المصلوب على الجسر - وشعارهم يا أحمد يا محمد - يعنون المقتولين معه - وأظهروا الأعلام البيض ، فقتلوا من أدركوا ، وسلبوا ، وبادر الناس إلى المدينة ، فدخلوها ودخل من القرامطة خلفهم نحو من خمسمائة ، فرماهم العوام بالحجارة وألقوا عليهم الستر فخرجوا بعد أن قتل منهم نحو من عشرين .

ونصب المقياس على دجلة من جانبيها طوله خمس وعشرون ذراعا ، على كل ذراع علامة مدورة ، وعلى كل خمسة أذرع علامة مربعة ، مكتوب عليها بحديدة علامة الأذرع تعرف بها مبالغ الزيادات .

وضمن محمد بن جعفر بادوريا بعشرة آلاف كر حنطة وشعيرا [نصفان] وبألف ألف وستمائة ألف درهم .

وحج بالناس في هذه السنة الفضل بن عبد الملك الهاشمي .

التالي السابق


الخدمات العلمية