الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حدس ]

                                                          حدس : الأزهري : الحدس التوهم في معاني الكلام والأمور ؛ بلغني عن فلان أمر وأنا أحدس فيه أي أقول بالظن والتوهم . وحدس عليه ظنه يحدسه ويحدسه حدسا : لم يحققه . وتحدس أخبار الناس وعن أخبار الناس : تخبر عنها وأراغها ليعلمها من حيث لا يعرفون به . وبلغ به الحداس أي الأمر الذي ظن أنه الغاية التي يجري إليها وأبعد ، ولا تقل الإداس . وأصل الحدس الرمي ، ومنه حدس الظن إنما هو رجم بالغيب . والحدس : الظن والتخمين . يقال : هو يحدس ، بالكسر أي يقول شيئا برأيه . أبو زيد : تحدست عن الأخبار تحدسا وتندست عنها تندسا وتوجست إذا كنت تريغ أخبار الناس لتعلمها من حيث لا يعلمون . ويقال : حدست عليه ظني وندسته إذا ظننت الظن ولا تحقه . وحدس الكلام على عواهنه : تعسفه ولم يتوقه . وحدس الناقة يحدسها حدسا : أناخها ، وقيل : أناخها ثم وجأ بشفرته في منحرها . وحدس بالناقة : أناخها ؛ وفي التهذيب : إذا وجأ في سبلتها ، والسبلة هاهنا : نحرها . يقال : ملأ الوادي إلى أسباله أي إلى شفاهه . وحدست في لبة البعير أي وجأتها . وحدس الشاة يحدسها حدسا : أضجعها ليذبحها . وحدس بالشاة : ذبحها . ومنه المثل السائر : حدس لهم بمطفئة الرضف ؛ يعني الشاة المهزولة ، وقال الأزهري : معناه أنه ذبح لأضيافه شاة سمينة أطفأت من شحمها تلك الرضف . وقال ابن كناسة : تقول العرب : إذا أمسى النجم قم الرأس فعظماها فاحدس ؛ معناه انحر أعظم الإبل . وحدس بالرجل يحدس حدسا فهو حديس : صرعه ؛ قال معد يكرب :


                                                          لمن طلل بالعمق أصبح دارسا ؟ تبدل آراما وعينا كوانسا     تبدل أدمان الظباء وحيرما
                                                          وأصبحت في أطلالها اليوم جالسا     بمعترك شط الحبيا ترى به
                                                          من القوم محدوسا وآخر حادسا



                                                          العمق : ما بعد من طرف المفازة . والآرام : الظباء البيض البطون . والعين : بقر الوحش . والكوانس : المقيمة في أكنستها . وكناس الظبي والبقرة : بيتهما . والحبيا : موضع . وشطه : ناحيته . والحيرم : بقر الوحش ، الواحدة حيرمة . وحدس به الأرض حدسا : ضربها به . وحدس الرجل : وطئه . والحدس : السرعة والمضي على استقامة ، ويوصف به فيقال : سير حدس ؛ قال :


                                                          كأنها من بعد سير حدس



                                                          فهو على ما ذكرنا صفة وقد يكون بدلا . وحدس في الأرض يحدس حدسا : ذهب . والحدس : الذهاب في الأرض على غير هداية . قال الأزهري : الحدس في السير سرعة ومضي على غير طريقة مستمرة . الأموي : حدس في الأرض وعدس يحدس ويعدس إذا ذهب فيها . وبنو حدس : حي من اليمن ؛ قال :


                                                          لا تخبزا خبزا وبسا بسا     ملسا بذود الحدسي ملسا



                                                          وحدس : اسم أبي حي من العرب . وحدست بسهم : رميت . وحدست برجلي الشيء أي وطئته . وحدس : زجر للبغال كعدس ، وقيل : حدس وعدس اسما بغالين على عهد سليمان بن داود ، عليهما السلام ، كانا يعنفان على البغال ، فإذا ذكرا نفرت خوفا مما كانت تلقى منهما ؛ قال :


                                                          إذا حملت بزتي على حدس



                                                          والعرب تختلف في زجر البغال فبعض يقول : عدس ، وبعض [ ص: 61 ] يقول : حدس ؛ قال الأزهري : وعدس أكثر من حدس ؛ ومنه قول ابن مفرغ :


                                                          عدس ! ما لعباد عليك إمارة     نجوت ، وهذا تحملين طليق



                                                          جعل " عدس " اسما للبغلة ، سماها بالزجر : عدس .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية