الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
فصل :

168 - أخبرنا عمر ، أنا أبو سعيد ، أنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن عمرو الأحمسي ، ثنا أبو حصين الوادعي ، ثنا يحيى الحماني ، ثنا يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن عبد الله بن شداد بن الهاد ، عن دحية الكلبي - رضي الله عنه - ، قال : بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قيصر صاحب الروم بكتاب ، فاستأذنت ، فقلت : استأذنوا لرسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأتى قيصر ، فقيل : إن على الباب رجلا يزعم أنه رسول رسول الله ، ففزعوا لذلك ، وقالوا : أدخلوه ، فأدخلوه عليه ، وعنده بطارقته ، فأعطيته الكتاب ، فقرئ عليه ، فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى قيصر صاحب الروم ، فقال : ابن أخ له أحمر أزرق سبط الشعر لا يقرأ الكتاب اليوم ، لأنه بدأ بنفسه ، وكتب صاحب الروم ، ولم يكتب ملك الروم ، قال : فقرئ الكتاب حتى فرغ منه ، ثم أمرهم قيصر ، فخرجوا من عنده ، ثم بعث إلي ، فدخلت إليه ، فسألني ، فأخبرته ، فبعث إلى الأسقف ، فدخل عليه ، وكان صاحب أمرهم يصدرون عن قوله ، وعن رأيه ، فلما قرأ الكتاب ، قال : الأسقف هو والله الذي بشرنا به عيسى بن مريم ، وموسى ، هو والله الذي بشرنا به موسى ، وعيسى الذي كنا ننتظره ، قال قيصر : فما تأمرني ؟ قال الأسقف : أما أنا ، فإني مصدقه ، ومتبعه ، قال قيصر : إني أعرف أنه كذلك ، ولكن لا أستطيع أن أفعل ، إن فعلت ذهب ملكي ، وقتلني الروم .

التالي السابق


الخدمات العلمية