الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  [ ص: 163 ] منكرات الشوارع :

                                                                  من المنكرات المعتادة فيها وضع الخشب وأحمال الحبوب والأطعمة على الطرق وإخراج الأجنحة ، فكل ذلك منكر إن كان يؤدي إلى تضييق الطرق واستضرار المارة ، وإن لم يؤد إلى ضرر أصلا لسعة الطريق فلا يمنع منه ؛ نعم يجوز وضع الحطب وأحمال الأطعمة في الطريق في القدر الذي ينقل إلى البيوت فإن ذلك يشترك في الحاجة إليه الكافة ولا يمكن المنع منه . وكذلك ربط الدواب على الطريق بحيث يضيق الطريق وينجس المجتازين منكر يجب المنع منه إلا بقدر حاجة النزول والركوب ، وهذا لأن الشوارع مشتركة المنفعة وليس لأحد أن يختص بها إلا بقدر الحاجة ، والمرعي هو الحاجة التي تراد الشوارع لأجلها في العادة دون سائر الحاجات . ومنها سوق الدواب وعليها الشوك بحيث يمزق ثياب الناس فذلك منكر إن أمكن شدها وضمها بحيث لا تمزق ، أو أمكن العدول بها إلى موضع واسع ، وإلا فلا منع ، إذ حاجة أهل البلد تمس إلى ذلك ، نعم لا تترك ملقاة على الشوارع إلا بقدر مدة النقل . وكذلك تحميل الدواب من الأحمال ما لا تطيقه منكر بحيث منع الملاك منه . وكذلك طرح القمامة على جوانب الطريق وتبديد قشور البطيخ أو رش الماء بحيث يخشى منه التزلق والتعثر ، كل ذلك من المنكرات . وكذلك إرسال الماء من الميازيب المتخرجة من الحائط في الطريق الضيقة فإن ذلك ينجس الثياب أو يضيق الطريق ، وكذلك الثلج الذي يطرحه شخص في الطريق والماء الذي يجتمع فيه من ميزاب معين ، فعلى الأول والثاني كسح الطريق منهما ، وأما مياه المطر فتلك على محتسبي البلدة كسحها من الطريق ، وكذلك إذا كان له كلب عقور على باب داره يؤذي الناس فيجب منعه منه .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية