الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء متى تقطع التلبية في العمرة

                                                                                                          919 حدثنا هناد حدثنا هشيم عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن ابن عباس يرفع الحديث أنه كان يمسك عن التلبية في العمرة إذا استلم الحجر قال وفي الباب عن عبد الله بن عمرو قال أبو عيسى حديث ابن عباس حسن صحيح والعمل عليه عند أكثر أهل العلم قالوا لا يقطع المعتمر التلبية حتى يستلم الحجر وقال بعضهم إذا انتهى إلى بيوت مكة قطع التلبية والعمل على حديث النبي صلى الله عليه وسلم وبه يقول سفيان والشافعي وأحمد وإسحق

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن ابن أبي ليلى ) هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى كما صرح به المنذري . قال الحافظ في التقريب : صدوق سيئ الحفظ جدا .

                                                                                                          قوله : ( قال يرفع الحديث ) أي قال عطاء يرفع ابن عباس الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، والحديث رواه أبو داود بلفظ : حدثنا مسدد أخبرنا هشيم عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر ( أنه كان ) أي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( إذا استلم الحجر ) أي الحجر الأسود يقال : استلم الحجر إذا لمسه وتناوله .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عبد الله بن عمرو ) لينظر من أخرجه .

                                                                                                          قوله : ( حديث ابن عباس حديث صحيح ) قال المنذري : في إسناده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وقد تكلم فيه جماعة من الأئمة ، انتهى . وقد عرفت أنه سيئ الحفظ جدا ، ففي صحة هذا الحديث نظر . وقال أبو داود بعد روايته : رواه عبد الملك بن أبي سليمان وهمام عن عطاء عن ابن عباس موقوفا ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( قالوا لا يقطع المعتمر التلبية حتى يستلم الحجر ) واستدلوا بحديث الباب وظاهره أن المعتمر يلبي في حال دخوله المسجد وبعد رؤية البيت وفي حال مشيه حتى يشرع في الاستلام ، ويستثنى منه الأوقات التي فيها دعاء مخصوص ( وقال بعضهم : إذا انتهى إلى بيوت مكة قطع التلبية ) لم يقم على هذا القول دليل وهو مخالف لحديث الباب .

                                                                                                          [ ص: 572 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية