الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس [ 60 ] .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 431 ] قال أبو جعفر : قد ذكرناه . وقد قيل : إن ربك أحاط بالناس علما ومعرفة وتدبيرا ، فلهذا لم يعطهم الآيات التي اقترحوها لعلمه - جل وعز - بهم . ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ) مفعولان ، أي محنة امتحنوا بها وتكليفا ، وقد تكلم العلماء في هذه الرؤيا ، فمن أحسن ما قيل فيها : وصحيحه أنها الرؤيا التي رآها محلقين رؤوسهم ومقصرين ، فلما رد النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية عن البيت فافتتن جماعة من الناس حتى قال عمر - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم - : ألم تعدنا أنا ندخل المسجد الحرام ؟ ! فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أقلت لكم في هذا العام ؟ " قال : لا ، قال : " فإنكم ستدخلونه " . فدخلوه في العام المقبل ، كما قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - . ومن حسن ما قيل فيها أيضا : ما رواه سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قول الله - جل وعز - : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ) قال : هي رؤيا عين رآها النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به ، لا رؤيا نوم . قال : ( والشجرة الملعونة ) شجرة الزقوم . قال الفراء : ويجوز : " والشجرة الملعونة " بالرفع يجعله نسقا على المضمر الذي في " فتنة " ، قال : كما تقول : جعلتك عاملا وزيدا وزيد . ( ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ) قال السدي : الطغيان المعصية ، وقال مجاهد : هذا في أبي جهل .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية