الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ابن كثير

نسبه وحياته : هو إسماعيل بن عمر القرشي ابن كثير البصري ثم الدمشقي ، عماد الدين أبو الفداء الحافظ المحدث الشافعي .

[ ص: 374 ] ولد سنة 705هـ " خمس وسبعمائة " ، وتوفي سنة 774هـ " أربع وسبعين وسبعمائة " ، بعد حياة زاخرة بالعلم ، فقد كان فقيها متقنا ، ومحدثا بارعا ، ومؤرخا ماهرا ، ومفسرا ضابطا ، قال فيه الحافظ ابن حجر : " إنه كان من محدثي الفقهاء " وقال : " سارت تصانيفه في البلاد في حياته ، وانتفع بها بعد وفاته " .

تصانيفه : ومن تصانيفه : البداية والنهاية في التاريخ ، وهو من أهم المراجع للمؤرخين ، والكواكب الدراري في التاريخ ، انتخبه من البداية والنهاية ، وتفسير القرآن ، والاجتهاد في طلب الجهاد ، وجامع المسانيد ، والسنن الهادي لأقوم سنن ، والواضح النفيس في مناقب الإمام محمد بن إدريس .

تفسيره : قال فيه السيد محمد رشيد رضا : " هذا التفسير من أشهر كتب التفسير في العناية بما روي عن مفسري السلف ، وبيان معاني الآيات وأحكامها ، وتحامي ما أطال به الكثيرون من مباحث الإعراب ونكت فنون البلاغة ، أو الاستطراد لعلوم أخرى لا يحتاج إليها في فهم القرآن ، ولا التفقه فيه ، ولا الاتعاظ به .

ومن مزاياه العناية بما يسمونه تفسير القرآن بالقرآن ، فهو أكثر ما عرفنا من كتب التفسير سردا للآيات المتناسبة في المعنى ، ويلي ذلك فيه الأحاديث المرفوعة التي تتعلق بالآية وبيان ما يحتج به منها ، ويليها آثار الصحابة وأقوال التابعين ومن بعدهم من علماء السلف .

ومنها تذكيره بما في التفسير المأثور من منكرات الإسرائيليات وتحذيره منها بالإجمال ، وبيانه لبعض منكراتها بالتعيين ، ويا ليته استقصى ذلك أو ترك إيراد ما لم تتوفر فيه داعية التمحيص والتحقيق " ا . هـ .

"

التالي السابق


الخدمات العلمية