الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة ثمان وتسعين ومائتين

فمن الحوادث فيها:

إنه قدم القاسم بن سيما من غزوة أرض الروم الصائفة
ومعه خلق كثير من الأسارى ، وخمسون علجا قد شهروا على الجمال ، بأيدي بعضهم أعلام الروم ، عليها صلبان من ذهب وفضة .

وفيها: فلج القاضي عبد الله بن علي بن أبي الشوارب ، فقلد مكانه ابنه محمد .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت [الخطيب] أخبرنا علي بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر ، قال: لم يزل عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب واليا - يعني على القضاء - بالجانب الشرقي من بغداد وعلى الكرخ أيضا من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ومائتين إلى ليلة السبت لثلاث عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين ، فإن الفالج [ ص: 106 ] ضربه فيها ، فأسكت فاستخلف [له] ابنه محمد على عمله كله في يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين ، وكان سريا جميلا واسع الأخلاق ، ولم يكن له خشونة ، فاضطربت الأمور بنظره ، ولبست عليه في أكثر أحواله وكانت أمور السلطان كلها قد اضطربت ، ولم يزل على خلافة أبيه إلى سنة إحدى وثلاثمائة وتوفي .

ووردت في شهر ربيع الأول هدايا أنفذها أحمد بن إسماعيل بن أحمد من خراسان منها مائة وعشرون غلاما على دوابهم ، ومعهم أسلحتهم ، [وخمسون بازيا] ، وخمسون جملا عليها فاخر الثياب ، [و] من الشهاوي خمسون ، وخمسون رطلا من المسك .

وفى شعبان أخذ رجلان من باب محول يقال أحدهما أبو كثيرة ، والآخر يعرف بالشمري ، فذكرا أنهما أصحاب رجل يعرف بمحمد بن بشر يدعي الربوبية .

وورد الخبر في ذي القعدة بمسير الروم إلى اللاذقية ، وأن ريحا صفراء حارة هبت بحديثة الموصل في أول ذي الحجة ، فمات لشدة حرها جماعة .

وفى هذه السنة حج بالناس الفضل بن عبد الملك . [ ص: 107 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية