الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فسوف يلقون غيا الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : فسوف يلقون غيا قال : خسرا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وهناد ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم والطبراني ، والحاكم وصححه والبيهقي في البعث، من طرق ، عن ابن مسعود في قوله : فسوف يلقون غيا قال : الغي نهر أو واد في جهنم من قيح بعيد القعر، خبيث الطعم يقذف فيه الذين يتبعون الشهوات .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر والبيهقي في " البعث " عن البراء بن عازب في الآية قال : الغي واد في جهنم بعيد القعر منتن الريح .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 101 ] وأخرج ابن جرير والطبراني ، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أن صخرة زنة عشر عشراوات قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفا، ثم تنتهي إلى غي وأثام قلت : ما غي وأثام؟ قال : نهران في أسفل جهنم يسيل فيها صديد أهل النار، وهما اللذان ذكر الله في كتابه : فسوف يلقون غيا ، ومن يفعل ذلك يلق أثاما [ الفرقان : 68 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه من طريق نهشل عن الضحاك ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الغي واد في جهنم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري في " تاريخه " عن عائشة في قوله : غيا قالت : نهر في جهنم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن شفي بن ماتع قال : إن في جهنم واديا يسمى : غيا ، يسيل دما وقيحا، فهو لمن خلق له .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : يلقون غيا قال : شرا : إلا من تاب قال : من ذنبه : وآمن قال : بربه : وعمل [ ص: 102 ] صالحا قال : بينه وبين الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : لا يسمعون فيها لغوا قال باطلا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد وهناد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : لا يسمعون فيها لغوا قال : لا يستبون ، وفي قوله : ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا قال : ليس فيها بكرة ولا عشي، يؤتون به على النحو الذي يحبون من البكرة والعشي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا قال : يؤتون به في الآخرة على مقدار ما كانوا يؤتون به في الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن الوليد بن مسلم قال : سألت زهير بن محمد عن قوله : ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا قال : ليس في الجنة ليل ولا شمس ولا قمر، هم في نور أبدا، ولهم مقدار الليل والنهار، يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب، ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحكيم الترمذي في " نوادر الأصول " من طريق أبان، عن [ ص: 103 ] الحسن وأبي قلابة قالا : قال رجل : يا رسول الله، هل في الجنة من ليل؟ قال : وما هيجك على هذا؟ قال : سمعت الله يذكر في الكتاب : ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا فقلت : الليل من البكرة والعشي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس هناك ليل وإنما هو ضوء ونور، يرد الغدو على الرواح، والرواح على الغدو، وتأتيهم طرف الهدايا من الله لمواقيت الصلوات التي كانوا يصلون فيها في الدنيا وتسلم عليهم الملائكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن أبي كثير قال : كانت العرب في زمانها إنما لها أكلة واحدة فمن أصاب أكلتين سمي : فلان الناعم ، فأنزل الله يرغب عباده فيما عنده : ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : كانوا يعدون النعيم أن يتغدى الرجل ثم يتعشى ، قال الله لأهل الجنة : ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من غداة من غدوات الجنة، وكل الجنة غدوات، إلا أنه يزف إلى ولي الله تعالى فيها زوجة من الحور العين، أدناهن التي خلقت من زعفران .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ : تلك الجنة التي نورث بالنون مخففة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن شوذب في قوله : تلك الجنة التي نورث [ ص: 104 ] من عبادنا قال : ليس من أحد إلا وله في الجنة منزل وأزواج، فإذا كان يوم القيامة ورث الله المؤمن كذا وكذا منزلا من منازل الكفار ، فذلك قوله : من عبادنا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن داود بن أبي هند في قوله : من كان تقيا قال : موحدا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية