الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          [ ص: 2528 ] قوله تعالى والذين يرمون

                                          [ 14156 – به عن سعيد بن جبير ، في قوله: والذين يعني: الذين يقذفون.

                                          [ 14157 ] - ذكر عن محمد بن سعد العوفي ، ثنا هشام ، عن قتادة ، أن عمر بن عبد العزيز ، قال: والذين يرمون المحصنات يعني: الذين يقذفون، قال: لم أر الله فرق بين الحر والعبد، فجلد عمر العبد ثمانين

                                          قوله المحصنات

                                          [ 14158 ] - حدثنا علي بن الحسين ، ثنا الوليد بن عتبة، ثنا بقية، حدثني بشر بن عبيد، حدثني الحجاج ، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإحصان إحصانان، إحصان نكاح، وإحصان عفاف.

                                          [ 14159 ] - حدثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : قوله: المحصنات يقول: الحرائر

                                          [ 14160 ] - حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن بكير ، حدثني عبد الله بن لهيعة ، عن عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، في قول الله: والذين يرمون المحصنات يعني: الذين يقذفون الحرائر من نساء المسلمين بالزنا.

                                          [ 14161 ] - حدثنا العباس بن يزيد العبدي، ثنا أبو محصن حصين بن نمير، عن الشعبي ، عن عاصم بن عدي، قال: لما نزلت: والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة قلت: يا رسول الله، إلى أن يأتي الرجل بأربعة شهداء، قد خرج الرجل، فلم ألبث إلا أياما، فإذا ابن عم لي معه امرأته، معها ابن وهي تقول: منك، وهو يقول: ليس مني، فنزلت آية اللعان، قال عاصم : فأنا أول من تكلم، وأول من ابتلي به

                                          [ 14162 ] - أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قراءة،أنبأ عبد الله بن وهب ، أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، أنه قال في قول الله: والذين يرمون [ ص: 2529 ] المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة قال ابن شهاب : فمن قذف حرا وحرة بالزنا، فلم يأت بأربعة شهداء يشهدون على ذلك جلد الحد، ولم تقبل له شهادة حتى يتوب.

                                          [ 14163 ] - حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء ، عن سعيد بن جبير ، في قول الله: لم يأتوا بأربعة شهداء يعني: مسلمين أحرارا، أنهم قد عاينوا العورتين تختلفان.

                                          [ 14164 ] - حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، ثنا أبو أسامة ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن جابر بن عبد الله ، قال: جاءت يهود برجل منهم وامرأة قد زنيا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتوني بأعلم رجلين فيكم. فأتوه بابني صوريا، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتما أعلم من وراءكما. ؟ قالا: كذلك يزعمون، فنشدهما بالله كيف تجدان أمر هذين في التوارة؟. قالا: نجد في التوراة: أن الرجل إذا وجد مع امرأة في بيت فهي زانية، وفيها عقوبة، وإذا وجد على بطنها أو يقبلها، قال: أبو أسامة : هذه أعظم من تلك، فهي زانية وفيها عقوبة، وإذا جاء أربعة، فشهدوا أنهم رأوا ذكره في فرجها، مثل الميل في المكحلة، رجما، قال: فما يمنعكما أن ترجموهما؟. قالا: ذهب سلطاننا، فكرهنا القتل، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهود، فجاء الأربعة فشهدوا أنهم رأوا ذكره في فرجها، مثل الميل في المكحلة، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجما

                                          [ 14165 ] - حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ، فيما أرى قال: ثنا محمد بن أيوب، قال: ثنا أبو الربيع ، وحدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن ، ثنا أبو الربيع ، ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال: لما نزلت: والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة قال سعد بن عبادة: يا رسول الله، إن أنا رأيت لكاعا قد تفخذها رجل لا أجمع الأربع حتى يقضي الآخر حاجته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتسمعون ما يقول سيدكم؟. فابتلي ابن عمه هلال بن أمية، كان ليلة في أرضه، فجاء ليلا فإذا عند امرأته [ ص: 2530 ] رجل فقذفها به، فاجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجلد. ، فقال: يا رسول الله، والله لقد نظرت حتى استيقنت، واستمعت حتى اشتفيت وليبرئن الله ظهري من الجلد، فإنه لكذلك، إذ نزل اللعان: والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين قال: فالتعن فاستحلفه أربع مرار قال: احبسوه عند الخامسة، فإنها موجبة. ، ثم التعنت المرأة أيضا أربع مرار، فقال: احبسوها عند الخامسة، فإنها موجبة. ، فتكفكفت عند الخامسة، حتى ظنوا أنها ستعترف، ثم قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت على قولها، ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما

                                          [ 14166 ] - حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، في قول الله: فاجلدوهم يعني: الحكام إذا رفع إليهم جلدوا القاذف ثمانين جلدة.

                                          [ 14167 ] - وبإسناده في قول الله: ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا يقول: لا تقبل شهادة القاذف أبدا، إنما توبته فيما بينه وبين الله. ، وكان شريح يقول: لا تقبل شهادته

                                          [ 14168 ] - وبه، عن سعيد بن جبير ، ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا " يعني بعد الجلد يعني: بعد ما جلدوا في القذف "

                                          [ 14169 ] - حدثنا أبي، ثنا محمد بن عبد الأعلى ، ثنا محمد بن ثورة، عن معمر ، عن الحسن ، ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا كان يقول: لا تقبل شهادة القاذف أبدا، إنما فيما بينه وبين الله.

                                          [ 14170 ] - حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء ، عن سعيد بن جبير ، في قوله: شهادة أبدا " يعني: بعد الجلد ما دام حيا "

                                          [ 14171 ] - أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي، أخبرني عبد الرحمن [ ص: 2531 ] بن يزيد بن جابر الأزدي، قال: كنت يوما جالسا قريبا من مكحول ، فأتاني بعض إخواني فسألني عن المحدود: هل تقبل شهادته إذا تاب توبة يعرف المسلمون توبته؟ فقلت: لا، قال: فكأنه استخف بذلك لحداثتي، فقال لغيلان وهو إلى جانب مكحول : يا غيلان كيف تقول؟ وسأله عن ذلك، فقال غيلان: تقبل شهادته، قال عبد الرحمن : فقلت لمكحول: يا أبا عبد الله ألا تسمع ما يقول غيلان؟ فقال مكحول : لا تقبل شهادته. ، فقال غيلان: قال الله عز وجل: إلا الذين تابوا من بعد ذلك فقال مكحول : " ويلك يا غيلان، ما أراك تموت إلا مفتونا، قال الله: ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا قال ابن جابر: وغيلان هذا الذي صلبه هشام

                                          [ 14172 ] - حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، في قول الله: أولئك هم الفاسقون يعني: أولئك هم العاصون فيما قالوا من الكذب. وروي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم نحو ذلك

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية