الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حذم ]

                                                          حذم : الحذم : القطع الوحي . حذمه يحذمه حذما : قطعه قطعا وحيا ، وقيل : هو القطع ما كان . وسيف حذم وحذيم : قاطع . والحذم : الإسراع في المشي وكأنه مع هذا يهوي بيديه إلى خلف ، والفعل كالفعل ; ومنه قول عمر ، رضي الله عنه ، لبعض المؤذنين : إذا أذنت فترسل ، وإذا أقمت فاحذم ; قال الأصمعي : الحذم الحدر في الإقامة وقطع التطويل ; يريد عجل إقامة الصلاة ولا تطولها كالأذان ؛ هكذا رواه الهروي بالحاء المهملة ، وذكره الزمخشري في الخاء المعجمة ، وسيجيء ، وقيل : الحذم كالنتف في المشي شبيه بمشي الأرانب . والحذم : المشي الخفيف . وكل شيء أسرعت فيه فقد حذمته ؛ يقال : حذم في قراءته ، والحمام يحذم في طيرانه كذلك . ابن الأعرابي : الحذم الأرانب السراع ، والحذم أيضا اللصوص الحذاق . والأرنب تحذم أي تسرع ، ويقال لها حذمة لذمة ، تسبق الجمع بالأكمة ; حذمة إذا عدت في الأكمة أسرعت فسبقت من يطلبها ، لذمة : لازمة للعدو . ويقال : حذم في مشيته إذا قارب الخطى وأسرع . والحذم : القصير من الرجال القريب الخطو . وقال أبو عدنان : الحذمان شيء من الذميل فوق المشي ؛ قال : وقال لي خالد بن جنبة الحذمان إبطاء المشي ، وهو من حروف الأضداد ، قال : واشترى فلان عبدا حذام المشي لا خير فيه . وامرأة حذمة : قصيرة . والحذمة : المرأة القصيرة ; وقال :


                                                          إذا الخريع العنقفير الحذمه يؤرها فحل شديد الصممه



                                                          قال ابن بري : كذا ذكره يعقوب الحذمة ، بالحاء ، وكذا أنشده أبو عمرو الشيباني في نوادره بالحاء أيضا ، والمعروف الجدمة ، بالجيم مفتوحة والدال ، وصواب القافية الأخيرة الضمضمة ، قال : وكذا أنشده أبو عمرو الشيباني ، وكذا أنشده ابن السكيت أيضا وفسره فقال : الضمضمة الأخذ الشديد . يقال : أخذه فضمضمه أي كسره ; قال وأوله :


                                                          سمعت من فوق البيوت كدمه     إذا الخريع العنقفير الجدمه
                                                          يؤرها فحل شديد الضمضمه     أرا بعتار إذا ما قدمه
                                                          فيها انفرى وماحها وخرمه     فطفقت تدعو الهجين ابن الأمه
                                                          فما سمعت بعد تيك النأمه     منها ، ولا منه هناك أبلمه



                                                          قال : والرجز لرياح الدبيري . والحذيم : الحاذق بالشيء . وحذمة : [ ص: 68 ] اسم فرس . وحذام : مثل قطام . وحذام : اسم امرأة معدولة عن حاذمة ; قال ابن بري : هي بنت العتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة ; قال وسيم بن طارق ، ويقال لجيم بن صعب وحذام امرأته :


                                                          إذا قالت حذام فصدقوها     فإن القول ما قالت حذام



                                                          التهذيب : حذام من أسماء النساء ، قال : جرت العرب حذام في موضع الرفع لأنها مصروفة عن حاذمة ، فلما صرفت إلى فعال كسرت لأنهم وجدوا أكثر حالات المؤنث إلى الكسر ، كقولك : أنت عليك ، وكذلك فجار وفساق ، قال : وفيه قول آخر أن كل شيء عدل من هذا الضرب عن وجهه يحمل على إعراب الأصوات والحكايات من الزجر ونحوه مجرورا ، كما يقال في زجر البعير ياه ياه ، ضاعف ياه مرتين ; قال ذو الرمة :


                                                          ينادي بيهياه وياه كأنه     صويت الرويعي ضل بالليل صاحبه



                                                          يقول : سكن الحرف الذي قبل الحرف الآخر فحرك آخره بكسرة ، وإذا تحرك الحرف قبل الحرف الآخر وسكن الآخر جزمت ؛ كقولك بجل وأجل ، وأما ( حسب ) و ( جير ) فإنك كسرت آخره وحركته بسكون السين والياء ; قال ابن بري : وأما قول الشاعر :


                                                          طبيب بما أعيا النطاسي حذيما



                                                          فإنما أراد ابن حذيم ، فحذف ابن . وحذيمة : ابن يربوع بن غيظ بن مرة . وحذيم وحذيم : اسمان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية