الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ؛ الوقف عليه: "يا أبه"؛ بالهاء؛ والعرب تقول في النداء: "يا أبة"؛ و"يا أمة"؛ ولا تقول: "قال أبتي كذا"؛ ولا "قالت أمتي كذا"؛ وزعم الخليل ؛ وسيبويه أنه بمنزلة قولهم: "يا عمة"؛ و"يا خالة"؛ وأن "أبة"؛ للمذكر؛ والمؤنث؛ كأنك تقول للمذكر: "أبة"؛ وللمؤنث؛ والدليل على أن للأم حظا في الأبوة أنه يقال: "أبوان".

                                                                                                                                                                                                                                        قال الله - عز وجل -: وورثه أبواه ؛ وزعم أنه بمنزلة قولهم: "رجل ربعة"؛ و"غلام يفعة"؛ وأن الهاء في "أبة" عوض من ياء الإضافة من "يا أبي"؛ ومن "يا أمي"؛ ولم يقل: "يا أبتي"؛ ولا "يا أمتي"؛ ولذلك لم تقع الهاء في غير النداء؛ لأن حذف الياء يقع في النداء كثيرا؛ تقول: "يا أب لا تفعل"؛ ولا تقل: "قال أب كذا وكذا"؛ تريد "قال أبي"؛ والمؤنث قد يوصف بالمذكر؛ كقولهم: "امرأة طالق؛ وطاهر"؛ ويقال: "ثلاثة [ ص: 332 ] أنفس"؛ و"النفس"؛ أنثى؛ سمي بها المذكر؛ وهذا تفسير مستقصى؛ وقريب.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية