الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة تسع وتسعين ومائتين

فمن الحوادث فيها:

أنه ظهرت ثلاثة كواكب مذنبة .
ظهر أحدها ليلة الخميس لخمس بقين من رمضان في برج الأسد ، وظهر الثاني في ليلة الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة في المشرق ، وظهر الثالث ليلة الأربعاء لعشر بقين من ذي القعدة في برج العقرب ، وبقيت أياما ثم اضمحلت .

وغضب الخليفة على علي بن محمد بن الفرات لأربع خلون من ذي الحجة ، وحبس ووكل بدوره ، وأخذ كل ما وجد له ولأهله وأصحابه ، وانتهبت دورهم أقبح نهب ، وادعى عليه أنه كتب إلى الأعراب أن يكبسوا بغداد ، واستوزر أبو علي محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان ، وكان قد ضمن لأم ولد المعتضد [بالله] مائة ألف دينار فعملت في توليته .

[وورد الخبر من فارس بطاعون حدث فيها مات فيه سبعة آلاف إنسان] ، ووردت أربعة أحمال مال من مصر ، وقيل: إنه وجد هناك كنز قديم ، وكان معه ضلع إنسان طوله [ ص: 124 ] أربعة عشر شبرا في عرض شبر ، زعموا أنه من قوم عاد ، وكان [مبلغ] المال خمسمائة ألف دينار ، وكان معها هدايا عجيبة فذكر الصولي أنه كان في الهدايا تيس له ضرع يحلب اللبن .

ووردت رسل أحمد بن إسماعيل بهدايا منها مذبة مرصعة بفاخر الجوهر ، وتاج من ذهب مرصع بجوهر له قيمة كبيرة ، ومناطق ذهب مرصعة ، وخلع سلطانية فاخرة ، وربعة ذهب مرصعة فيها شمامات مسك ، وعنبر كله مرصع ، وعشرة أفراس بسروجها ولأحدها سرج ذهب .

ووردت هدايا ابن أبي الساج ، أربعمائة دابة ، وثمانون ألف دينار ، وفرش أرمني لم ير مثله ، فيه بساط طوله سبعون ذراعا في عرض ستين [ذراعا] عمل في عشر سنين لا قيمة له .

وورد الخبر من فارس بطاعون حدث فيها مات فيه سبعة آلاف إنسان . وفى هذه السنة حج بالناس الفضل بن عبد الملك وورد ورقاء بن محمد بن ورقاء بن محمد بن ورقاء الشيباني ، ومعه أسرى من الأعراب كل منهم كان يعني السلطان ، وأصلح الطريق بأخذهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية