الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا أي: الإخوة وأقبلوا [ ص: 295 ] عليهم جملة حالية من ضمير (قالوا) جيء بها للدلالة على انزعاجهم مما سمعوه لمباينته لحالهم ماذا تفقدون أي: تعدمون، تقول: فقدت الشيء إذا عدمته بأن ضل عنك لا بفعلك، والمآل: ماذا أضاع عنكم؟ وصيغة المستقبل لاستحضار الصورة، وقرئ (تفقدون) من أفقدته إذا وجدته فقيدا، وعلى التقديرين فالعدول عما يقتضيه الظاهر من قولهم: (ماذا سرق منكم)؟ لبيان كمال نزاهتهم بإظهار أنه لم يسرق منهم شيء فضلا أن يكونوا هم السارقين له، وإنما الممكن أن يضيع منهم شيء، فيسألونهم أنه ماذا؟ وفيه إرشاد لهم إلى مراعاة حسن الأدب والاحتراز عن المجازفة ونسبة البرآء إلى ما لا خير فيه لا سيما بطريق التوكيد، فلذلك غيروا كلامهم حيث.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية