الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2047 ) مسألة : قال : ( ومن جامع في الفرج ، فأنزل ، أو لم ينزل ، أو دون الفرج فأنزل عامدا أو ساهيا ، فعليه القضاء والكفارة ، إذا كان في شهر رمضان ) لا نعلم بين أهل العلم خلافا ، في أن من جامع في الفرج فأنزل أو لم ينزل ، أو دون الفرج فأنزل ، أنه يفسد صومه إذا كان عامدا ، وقد دلت الأخبار الصحيحة على ذلك ، وهذه المسألة فيها مسائل أربع ; ( 2048 ) إحداها : أن من أفسد صوما واجبا بجماع ، فعليه القضاء ، سواء كان في رمضان أو غيره ، وهذا قول أكثر الفقهاء . وقال الشافعي ، في أحد قوليه : من لزمته الكفارة لا قضاء عليه ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر الأعرابي بالقضاء .

                                                                                                                                            وحكي عن الأوزاعي أنه قال : إن كفر بالصيام فلا قضاء عليه ; لأنه صام شهرين متتابعين . ولنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمجامع : { وصم يوما مكانه } . رواه أبو داود بإسناده ، وابن ماجه ، والأثرم . ولأنه أفسد يوما من رمضان ، فلزمه قضاؤه ، كما لو أفسده بالأكل ، أو أفسد صومه الواجب بالجماع ، فلزمه قضاؤه ، كغير رمضان .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية