[ ص: 142 ] nindex.php?page=treesubj&link=28987_29468_19889nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله المتقين
مستأنفة ابتدائية ، وهي كلام من الله تعالى مثل نظيرها في آية
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة في سورة الزمر ، وليست من حكاية قول الذين اتقوا .
والذين أحسنوا : هم المتقون ، فهو من الإظهار في مقام الإضمار توصيلا بالإتيان بالموصول إلى وجه بناء الخبر ، أي جزاؤهم حسنة ; لأنهم أحسنوا .
وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156في هذه الدنيا يجوز أن يتعلق بفعل ( أحسنوا ) ، ويجوز أن يكون ظرفا مستقرا حالا من ( حسنة ) ، وانظر ما يأتي في نظر هذه الآية من سورة الزمر من نكتة التوسط .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30ولدار الآخرة أنها خير لهم من الدنيا فإذا كانت لهم في الدنيا حسنة فلهم في الآخرة أحسن ، فكما كان للذين كفروا عذاب الدنيا ، وعذاب جهنم كان للذين اتقوا خير الدنيا وخير الآخرة ، فهذا مقابل قوله تعالى في حق المشركين
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25ليحملوا أوزارهم كاملة ، وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=26وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون .
وحسنة الدنيا هي الحياة الطيبة ، وما فتح الله لهم من زهرة الدنيا مع نعمة الإيمان ، وخير الآخرة هو النعيم الدائم ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97من عمل صالحا [ ص: 143 ] من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون .
وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30ولنعم دار المتقين nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31جنات عدن يدخلونها مقابل قوله تعالى في ضدهم
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=29فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين .
وقد تقدم آنفا وجه تسمية جهنم مثوى والجنة دارا .
و ( نعم ) فعل مدح غير متصرف ، ومرفوعه فاعل دال على جنس الممدوح ، ويذكر بعده مرفوع آخر يسمى المخصوص بالمدح ، وهو مبتدأ محذوف الخبر ، أو خبر محذوف المبتدأ ، فإذا تقدم ما يدل على المخصوص بالمدح لم يذكر بعد ذلك كما هنا ، فإن تقدم
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30ولدار الآخرة دل على أن المخصوص بالمدح هو دار الآخرة ، والمعنى : ولنعم دار المتقين دار الآخرة .
وارتفع
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31جنات عدن على أنه خبر لمبتدأ محذوف مما حذف فيه المسند إليه جريا على الاستعمال في مسند إليه جرى كلام عليه من قبل ، كما تقدم في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ، والتقدير : هي جنات عدن ، أي دار المتقين جنات عدن .
وجملة ( يدخلونها ) حال من المتقين . والمقصود من ذكره استحضار تلك الحالة البديعة حالة دخولهم لدار الخير والحسنى والجنات .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31لهم فيها ما يشاءون حال ضمير من ضمير الرفع في ( يدخلونها ) ، ومضمونها مكمل لما في جملة ( يدخلونها ) من استحضار الحالة البديعة .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31كذلك يجزي الله المتقين مستأنفة ، والإتيان باسم الإشارة ; لتمييز الجزاء والتنويه به ، وجعل الجزاء لتمييزه وكماله بحيث يشبه به جزاء المتقين ، والتقدير : يجزي الله المتقين جزاء كذلك الجزاء الذي علمتموه ، وهو تذييل ; لأن التعريف في المتقين للعموم .
[ ص: 142 ] nindex.php?page=treesubj&link=28987_29468_19889nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ
مُسْتَأْنَفَةٌ ابْتِدَائِيَّةٌ ، وَهِيَ كَلَامٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى مِثْلُ نَظِيرِهَا فِي آيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ فِي سُورَةِ الزُّمَرِ ، وَلَيْسَتْ مِنْ حِكَايَةِ قَوْلِ الَّذِينَ اتَّقَوْا .
وَالَّذِينَ أَحْسَنُوا : هُمُ الْمُتَّقُونَ ، فَهُوَ مِنَ الْإِظْهَارِ فِي مَقَامِ الْإِضْمَارِ تَوْصِيلًا بِالْإِتْيَانِ بِالْمَوْصُولِ إِلَى وَجْهِ بِنَاءِ الْخَبَرِ ، أَيْ جَزَاؤُهُمْ حَسَنَةٌ ; لِأَنَّهُمْ أَحْسَنُوا .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156فِي هَذِهِ الدُّنْيَا يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِفِعْلِ ( أَحْسَنُوا ) ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا مُسْتَقِرًّا حَالًا مِنْ ( حَسَنَةٌ ) ، وَانْظُرْ مَا يَأْتِي فِي نَظَرِ هَذِهِ الْآيَةِ مِنْ سُورَةِ الزُّمَرِ مِنْ نُكْتَةِ التَّوَسُّطِ .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30وَلَدَارُ الْآخِرَةِ أَنَّهَا خَيْرٌ لَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا فَإِذَا كَانَتْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةٌ فَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ أَحْسَنُ ، فَكَمَا كَانَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابُ الدُّنْيَا ، وَعَذَابُ جَهَنَّمَ كَانَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا خَيْرُ الدُّنْيَا وَخَيْرُ الْآخِرَةِ ، فَهَذَا مُقَابِلُ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي حَقِّ الْمُشْرِكِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=26وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ .
وَحَسَنَةُ الدُّنْيَا هِيَ الْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ ، وَمَا فَتَحَ اللَّهُ لَهُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَعَ نِعْمَةِ الْإِيمَانِ ، وَخَيْرُ الْآخِرَةِ هُوَ النَّعِيمُ الدَّائِمُ ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97مَنْ عَمِلَ صَالِحًا [ ص: 143 ] مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا مُقَابِلُ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي ضِدِّهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=29فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ آنِفًا وَجْهُ تَسْمِيَةِ جَهَنَّمَ مَثْوًى وَالْجَنَّةِ دَارًا .
وَ ( نِعْمَ ) فِعْلُ مَدْحٍ غَيْرُ مُتَصَرِّفٍ ، وَمَرْفُوعُهُ فَاعِلٌ دَالٌّ عَلَى جِنْسِ الْمَمْدُوحِ ، وَيُذْكَرُ بَعْدَهُ مَرْفُوعٌ آخَرُ يُسَمَّى الْمَخْصُوصُ بِالْمَدْحِ ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ مَحْذُوفُ الْخَبَرِ ، أَوْ خَبَرٌ مَحْذُوفُ الْمُبْتَدَأِ ، فَإِذَا تَقَدَّمَ مَا يَدُلُّ عَلَى الْمَخْصُوصِ بِالْمَدْحِ لَمْ يُذْكَرْ بَعْدَ ذَلِكَ كَمَا هُنَا ، فَإِنَّ تَقَدُّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30وَلَدَارُ الْآخِرَةِ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْمَخْصُوصَ بِالْمَدْحِ هُوَ دَارُ الْآخِرَةِ ، وَالْمَعْنَى : وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ دَارُ الْآخِرَةِ .
وَارْتَفَعَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31جَنَّاتُ عَدْنٍ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ مِمَّا حُذِفَ فِيهِ الْمُسْنَدُ إِلَيْهِ جَرْيًا عَلَى الِاسْتِعْمَالِ فِي مُسْنَدٍ إِلَيْهِ جَرَى كَلَامٌ عَلَيْهِ مِنْ قَبْلُ ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ، وَالتَّقْدِيرُ : هِيَ جَنَّاتُ عَدْنٍ ، أَيْ دَارُ الْمُتَّقِينَ جَنَّاتُ عَدْنٍ .
وَجُمْلَةُ ( يَدْخُلُونَهَا ) حَالٌ مِنَ الْمُتَّقِينَ . وَالْمَقْصُودُ مِنْ ذِكْرِهِ اسْتِحْضَارُ تِلْكَ الْحَالَةِ الْبَدِيعَةِ حَالَةِ دُخُولِهِمْ لِدَارِ الْخَيْرِ وَالْحُسْنَى وَالْجَنَّاتِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ حَالُ ضَمِيرٍ مِنْ ضَمِيرِ الرَّفْعِ فِي ( يَدْخُلُونَهَا ) ، وَمَضْمُونُهَا مُكَمِّلٌ لِمَا فِي جُمْلَةِ ( يَدْخُلُونَهَا ) مِنَ اسْتِحْضَارِ الْحَالَةِ الْبَدِيعَةِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ مُسْتَأْنَفَةٌ ، وَالْإِتْيَانُ بِاسْمِ الْإِشَارَةِ ; لِتَمْيِيزِ الْجَزَاءِ وَالتَّنْوِيهِ بِهِ ، وَجَعْلِ الْجَزَاءِ لِتَمْيِيزِهِ وَكَمَالِهِ بِحَيْثُ يُشَبَّهُ بِهِ جَزَاءُ الْمُتَّقِينَ ، وَالتَّقْدِيرُ : يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ جَزَاءً كَذَلِكَ الْجَزَاءِ الَّذِي عَلِمْتُمُوهُ ، وَهُوَ تَذْيِيلٌ ; لِأَنَّ التَّعْرِيفَ فِي الْمُتَّقِينَ لِلْعُمُومِ .