الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2658 باب في قوله تعالى: { ترجي من تشاء منهن } الآية

                                                                                                                              وقال النووي : (باب جواز هبتها نوبتها لضرتها) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 49 جـ 10 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن ( عائشة) (قالت : كنت أغار على اللاتي [ ص: 237 ] وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول: أوتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله عز وجل ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت قالت: قلت: والله! ما أرى ربك إلا يسارع لك في هواك ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              أي: يخفف عنك، ويوسع عليك، في الأمور. ولهذا خيرك.

                                                                                                                              قال النووي : هذا من خصائص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وهو زواج من وهبت نفسها له، بلا مهر. قال الله تعالى: { خالصة لك من دون المؤمنين } .

                                                                                                                              قال: واختلف العلماء في هذه الآية. وهي قوله تعالى: { ترجي من تشاء }

                                                                                                                              فقيل: ناسخة لقوله تعالى: { لا يحل لك النساء من بعد } ، و مبيحة له: أن يتزوج ما شاء.

                                                                                                                              [ ص: 238 ] وقيل: بل نسخت تلك الآية بالسنة. قال زيد بن أرقم: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية: ميمونة، ومليكة، وصفية، وجويرية.

                                                                                                                              وقالت عائشة: ما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حتى أحل له النساء.

                                                                                                                              وقيل: عكس هذا. وإن قوله تعالى: { لا يحل لك النساء } ناسخة لقوله تعالى: { ترجي من تشاء } .

                                                                                                                              والأول: أصح.

                                                                                                                              قال: قال أصحابنا: الأصح، أنه صلى الله عليه وآله وسلم، ما توفي حتى أبيح له النساء مع أزواجه.




                                                                                                                              الخدمات العلمية