الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى

                                                                                                                                                                                                                                        ( قال آمنتم له ) أي لموسى واللام لتضمن الفعل معنى الإتباع . وقرأ قنبل وحفص ( آمنتم له ) على الخبر والباقون على الاستفهام . ( قبل أن آذن لكم ) في الإيمان له . ( إنه لكبيركم ) لعظيمكم في فنكم وأعلمكم به أو لأستاذكم . ( الذي علمكم السحر ) وأنتم تواطأتم على ما فعلتم . ( فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ) اليد اليمنى والرجل اليسرى ، و ( من ) ابتدائية كأن القطع ابتدأ من مخالفة العضو العضو وهي مع المجرور بها في حيز النصب على الحال ، أي لأقطعنها مختلفات وقرئ «لأقطعن » «ولأصلبن » بالتخفيف .

                                                                                                                                                                                                                                        ( ولأصلبنكم في جذوع النخل ) شبه تمكن المصلوب بالجذع بتمكن المظروف بالظرف وهو أول من صلب .

                                                                                                                                                                                                                                        ( ولتعلمن أينا ) يريد نفسه وموسى لقوله ( آمنتم له ) واللام مع الإيمان في كتاب الله لغير الله أراد به توضيع موسى والهزء به ، فإنه لم يكن من التعذيب في شيء . وقيل رب موسى الذي آمنوا به . ( أشد عذابا وأبقى ) وأدوم عقابا .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية