الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (16) و وعلامات ، أي: ووضع فيها علامات.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وبالنجم متعلق بـ "يهتدون". والعامة على فتح النون وسكون الجيم بالتوحيد فقيل: المراد به كوكب بعينه كالجدي أو الثريا. وقيل: بل هو اسم جنس. وقرأ ابن وثاب بضمهما، والحسن بضم النون فقط، وعكس بعضهم النقل عنهما.

                                                                                                                                                                                                                                      فأما قراءة الضمتين ففيها تخريجان، أظهرهما: أنها جمع صريح لأن فعلا يجمع على فعل نحو: سقف وسقف، ورهن ورهن. والثاني: أن أصله النجوم، وفعل يجمع على فعول نحو: فلس وفلوس، ثم خفف بحذف الواو كما قالوا: أسد وأسود وأسد. قال أبو البقاء: وقالوا في خيام: خيم، يعني أنه نظيره، من حيث حذفوا منه حرف المد. وقال [ ص: 203 ] ابن عصفور: إن قولهم "النجم من ضرورة الشعر" وأنشد:


                                                                                                                                                                                                                                      2967 - إن الذي قضى بذا قاض حكم أن ترد الماء إذا غاب النجم

                                                                                                                                                                                                                                      يريد: النجوم، كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      2968 - حتى إذا ابتلت حلاقيم الحلق

                                                                                                                                                                                                                                      يريد الحلوق.

                                                                                                                                                                                                                                      وأما قراءة الضم والسكون ففيها وجهان، أحدهما: أنها تخفيف من الضم. والثاني: أنها لغة مستقلة.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقديم كل من الجار والمبتدأ يفيد الاختصاص. قال الزمخشري : "فإن قلت: قوله: وبالنجم هم يهتدون مخرج عن سنن الخطاب، مقدم فيه النجم، مقحم فيه [هم]، كأنه قيل: وبالنجم خصوصا هؤلاء، خصوصا يهتدون، فمن المراد بهم؟ قلت: كأنه أراد قريشا، كان لهم اهتداء بالنجوم في مسائرهم، وكان لهم به علم لم يكن لغيرهم فكان الشكر عليهم أوجب ولهم ألزم".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية