[ ص: 4020 ] وإن الفرق بين الإيمان والكفر أمران: أولهما الإيمان، وثانيهما كلمة الحق، وإن كلمة الحق تهدي إلى البر والإيمان؛ ولذا مثل الله تعالى كلمة الحق، وكلمة الكفر بمثلين، فقال تعالت كلماته:
nindex.php?page=treesubj&link=28902_32446_34343_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=25تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها
الاستفهام لإنكار الوقوع بمعنى النفي، وقد دخل على (لم) وهي للنفي، ونفي النفي إثبات، والمعنى: لقد ترى كيف ضرب الله مثلا. . . . والإثبات على هذا النحو يدل على تأكيد الإثبات والتنبيه وتوجيه النظر إليه.
والعلم متجه إلى الحال والكيف، قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24كيف ضرب الله مثلا أي لقد ترى الحال في ضرب الله المثل، ضرب بمعنى بين، والمعنى: كيف بين مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24أصلها ثابت في الأرض بجذورها الممتدة في عروق الأرض، ثابتة بثبات هذه الجذور،
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24وفرعها في السماء أي غصونها ممتدة في السماء، وكلما علت الشجرة في السماء وامتدت فروعها فيها كثرت ثمراتها، وتدلت مع فروعها، والمراد من الفرع الفروع كما في بعض القراءات، أي فروعها في السماء.
[ ص: 4020 ] وَإِنَّ الْفَرْقَ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ أَمْرَانِ: أَوَّلُهُمَا الْإِيمَانُ، وَثَانِيهِمَا كَلِمَةُ الْحَقِّ، وَإِنَّ كَلِمَةَ الْحَقِّ تَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَالْإِيمَانِ؛ وَلِذَا مَثَّلَ اللَّهُ تَعَالَى كَلِمَةَ الْحَقِّ، وَكَلِمَةَ الْكُفْرِ بِمَثَلَيْنِ، فَقَالَ تَعَالَتْ كَلِمَاتُهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=28902_32446_34343_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=25تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا
الِاسْتِفْهَامُ لِإِنْكَارِ الْوُقُوعِ بِمَعْنَى النَّفْيِ، وَقَدْ دَخَلَ عَلَى (لِمْ) وَهِيَ لِلنَّفْيِ، وَنَفْيُ النَّفْيِ إِثْبَاتٌ، وَالْمَعْنَى: لَقَدْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا. . . . وَالْإِثْبَاتُ عَلَى هَذَا النَّحْوِ يَدُلُّ عَلَى تَأْكِيدِ الْإِثْبَاتِ وَالتَّنْبِيهِ وَتَوْجِيهِ النَّظَرِ إِلَيْهِ.
وَالْعَلَمُ مُتَّجِهٌ إِلَى الْحَالِ وَالْكَيْفِ، قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا أَيْ لَقَدْ تَرَى الْحَالَ فِي ضَرْبِ اللَّهِ الْمَثَلَ، ضَرَبَ بِمَعْنَى بَيَّنَ، وَالْمَعْنَى: كَيْفَ بَيَّنَ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24أَصْلُهَا ثَابِتٌ فِي الْأَرْضِ بِجُذُورِهَا الْمُمْتَدَّةِ فِي عُرُوقِ الْأَرْضِ، ثَابِتَةٌ بِثَبَاتِ هَذِهِ الْجُذُورِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ أَيْ غُصُونُهَا مُمْتَدَّةٌ فِي السَّمَاءِ، وَكُلَّمَا عَلَتِ الشَّجَرَةُ فِي السَّمَاءِ وَامْتَدَّتْ فُرُوعُهَا فِيهَا كَثُرَتْ ثَمَرَاتُهَا، وَتَدَلَّتْ مَعَ فُرُوعِهَا، وَالْمُرَادُ مِنَ الْفَرْعِ الْفُرُوعُ كَمَا فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ، أَيْ فُرُوعُهَا فِي السَّمَاءِ.