الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب منه

                                                                                                          930 حدثنا يوسف بن عيسى حدثنا وكيع عن شعبة عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس عن أبي رزين العقيلي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن قال حج عن أبيك واعتمر قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وإنما ذكرت العمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن يعتمر الرجل عن غيره وأبو رزين العقيلي اسمه لقيط بن عامر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن عمرو بن أوس ) بفتح الهمزة وسكون الواو وبالسين المهملة الثقفي الطائفي ، تابعي كبير من الثانية ، ووهم من ذكره في الصحابة ( عن أبي رزين ) بفتح الراء وكسر الراء [ ص: 581 ] ( العقيلي ) بالتصغير واسمه لقيط بن عامر كذا في فتح الباري .

                                                                                                          قوله : ( فقال : يا رسول الله ، إن أبي شيخ كبير إلخ ) قال الحافظ في الفتح : هذه قصة أخرى أي غير قصة الخثعمية ، قال : ومن وحد بينها وبين حديث الخثعمية فقد أبعد وتكلف ( ولا الظعن ) بفتح ظاء وسكون عين وحركتها الراحلة ؛ أي لا يقوى على السير ولا على الركوب من كبر السن ، كذا في المجمع .

                                                                                                          ( حج عن أبيك ) فيه جواز الحج عن الغير ، واستدل الكوفيون بعمومه على جواز صحة حج من لم يحج نيابة عن غيره ، وخالفهم الجمهور فخصوه بمن حج عن نفسه واستدلوا بما في السنن وصحيح ابن خزيمة وغيره من حديث ابن عباس : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلا يلبي عن شبرمة فقال : " أحججت عن نفسك " ؟ فقال : لا ، قال : " حج عن نفسك ثم احجج عن شبرمة " . كذا في الفتح .

                                                                                                          قلت : الظاهر الراجح هو قول الجمهور ، والله تعالى أعلم ( واعتمر ) استدل به من قال بوجوب العمرة . قال الإمام أحمد : لا أعلم في إيجاب العمرة حديثا أجود من هذا ولا أصح منه .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أبو داود وسكت عنه ونقل المنذري في تلخيصه تصحيح الترمذي ، وأقره وأخرجه أيضا النسائي وابن ماجه وغيرهم كما تقدم .

                                                                                                          قوله : ( وأبو رزين العقيلي اسمه لقيط بن عامر ) قال الحافظ في التقريب : لقيط بن صبرة بفتح المهملة وكسر الموحدة صحابي مشهور ، ويقال إنه جده واسم أبيه عامر وهو رزين العقيلي والأكثر على أنهما اثنان ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية