الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 438 ] وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه [ 83 ] .

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ أبو جعفر : ( وناء بجانبه ) . قال الكسائي : هما لغتان . وقال الفراء : لغة أهل الحجاز نأى ، ولغة بعض هوازن وبني كنانة وكثير من الأنصار ناء يا هذا . قال أبو جعفر : الأصل نأى ثم قلب ، وهذا من قول الكوفيين مما يتعجب منه لأنهم يقولون فيما كانت فيه لغتان وليس بمقلوب : هو مقلوب ، نحو جذب وجبذ ، ولا يقولون في هذا - وهو مقلوب - شيئا من ذلك . والدليل على أنه مقلوب أنهم قد أجمعوا على أن يقولوا : نأيت نأيا ، ورأيت رأيا ورؤية ورؤيا ، فهذا كله من نأى ورأى ، ولو كان من ناء وراء لقالوا : رئت ونئت مثل جئت . ( وإذا مسه الشر كان يئوسا ) وإن خففت الهمزة جعلتها بين بين ، وحكى الكسائي عن العرب الحذف : " كان يوسا " ، وحكى : " وإذا المودة " قال : مثل الموزة .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية