الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      مسألة [ الإباحة ليست بتكليف ] الإباحة ، وإن كانت شرعية لكنها ليست بتكليف خلافا للأستاذ أبي إسحاق ، فإنه قال : إنه تكليف على معنى أنا كلفنا اعتقاد إباحته ، ورد بأن الاعتقاد للإباحة ليس بمباح بل واجب ، وكلامنا في المباح . والنزاع لفظي إلا أن يقال : هو تكليف بمعرفة حكمه ، لقيام الإجماع على أن المكلف لا يحل له الإقدام على فعل حتى يعلم حكم الله فيه ، وقد ينفصل عن هذا بأن العلم بحكم المباح خارج عن نفس المباح . [ ص: 369 ] قال المازري : وقد غلطه إمام الحرمين ، ثم وقع فيه حيث قال في حد الفقه : إنه العلم بأحكام المكلفين ، وفي الفقه مباحات كثيرة . قال بعضهم : واختلف القائلون بدخول المباح في التكليف هل دخل فيه بإذن أو أمر ؟ على وجهين : أحدهما : بإذن ليخرج عن حكم الندب . والثاني : بأمر دون أمر الندب ، كما أن أمر الندب دون أمر الواجب . وذهب بعض الشافعية إلى خروجه من التكليف بإذن أو أمر ، لاختصاص التكليف بما تضمنه ثواب أو عقاب .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية