الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعني أفعصيت أمري قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي

                                                                                                                                                                                                                                        ( قال يا هارون ) أي قال له موسى حين رجع . ( ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ) بعبادة العجل .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 37 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ( ألا تتبعني ) أن تتبعني في الغضب لله والمقاتلة مع من كفر به ، أو أن تأتي عقبي وتلحقني و «لا » مزيدة كما في قوله (ما منعك ألا تسجد ) . ( أفعصيت أمري ) بالصلابة في الدين والمحاماة عليه .

                                                                                                                                                                                                                                        ( قال يا ابن أم ) خص الأم استعطافا وترقيقا ، وقيل لأنه كان أخاه من الأم والجمهور على أنهما كانا من أب وأم . ( تأخذ بلحيتي ولا برأسي ) أي بشعر رأسي قبض عليهما يجره إليه من شدة غيظه وفرط غضبه لله ، وكان عليه الصلاة والسلام حديدا خشنا متصلبا في كل شيء فلم يتمالك حين رآهم يعبدون العجل .

                                                                                                                                                                                                                                        ( إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ) لو قاتلت أو فارقت بعضهم ببعض . ( ولم ترقب قولي ) حين قلت ( اخلفني في قومي وأصلح ) فإن الإصلاح كان في حفظ الدهماء والمداراة لهم إلى أن ترجع إليهم فتتدارك الأمر برأيك .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية