الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا

                                                                                                                                                                                                                                        ( من أعرض عنه ) عن الذكر الذي هو القرآن الجامع لوجوه السعادة والنجاة وقيل عن الله . ( فإنه يحمل يوم القيامة وزرا ) عقوبة ثقيلة فادحة على كفره ، وذنوبه سماها ( وزرا ) تشبيها في ثقلها على المعاقب وصعوبة احتمالها بالحمل الذي يفدح الحامل وينقض ظهره ، أو إثما عظيما .

                                                                                                                                                                                                                                        ( خالدين فيه ) في الوزر أو في حمله ، والجمع فيه والتوحيد في أعرض للحمل على المعنى واللفظ .

                                                                                                                                                                                                                                        ( وساء لهم يوم القيامة حملا ) أي بئس لهم ففيه ضمير مبهم يفسره ( حملا ) ، والمخصوص بالذم محذوف أي ساء حملا وزرهم ، واللام في ( لهم ) للبيان كما في ( هيت لك ) ولو جعلت ساء بمعنى أحزن والضمير الذي فيه للوزر أشكل أمر اللام ونصب حملا ولم يفد مزيد معنى .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية