الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا

                                                                                                                                                                                                                                        ( ويسألونك عن الجبال ) عن مآل أمرها وقد سأل عنها رجل من ثقيف . ( فقل ) لهم . ( ينسفها ربي نسفا ) يجعلها كالرمل ثم يرسل عليها الرياح فتفرقها .

                                                                                                                                                                                                                                        ( فيذرها ) فيذر مقارها ، أو الأرض وإضمارها من غير ذكر لدلالة الجبال عليها كقوله : ( ما ترك على ظهرها من دابة ) . ( قاعا ) خاليا ( صفصفا ) مستويا كأن أجزاءها على صف واحد .

                                                                                                                                                                                                                                        ( لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ) اعوجاجا ولا نتوءا إن تأملت فيها بالقياس الهندسي ، وثلاثتها أحوال مترتبة فالأولان باعتبار الإحساس والثالث باعتبار المقياس ولذلك ذكر العوج بالكسر وهو يخص بالمعاني ، والأمت وهو النتوء اليسير وقيل لا ترى استئناف مبين للحالين .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية