الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير

                                                                                                                                                                                                وقرئ : "لا يحسبن" بالياء ، وفيه أوجه : أن يكون معجزين في الأرض هما المفعولان . والمعنى : لا يحسبن الذين كفروا أحدا يعجز الله في الأرض حتى يطمعوا في مثل ذلك . وهذا معنى قوي جيد ، وأن يكون فيه ضمير الرسول لتقدم ذكره في قوله : وأطيعوا الرسول [النور : 54 ] ، وأن يكون الأصل : لا يحسبنهم الذين كفروا معجزين ، ثم حذف الضمير الذي هو المفعول الأول ، وكان الذي سوغ ذلك أن الفاعل والمفعولين لما كانت لشيء واحد ، اقتنع بذكر اثنين عن ذكر الثالث ؛ وعطف قوله : ومأواهم النار على لا يحسبن الذين كفروا معجزين ؛ كأنه قيل : الذين كفروا لا يفوتون الله ومأواهم النار . والمراد بهم : المقسمون جهد أيمانهم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية