الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم

                                                                                                                                                                                                أدخل " قد" ليؤكد علمه بما هم عليه من المخالفة عن الدين والنفاق ومرجع توكيد العلم إلى توكيد الوعيد ، وذلك أن " قد" إذا دخلت على المضارع كانت بمعنى "ربما" [ ص: 329 ] فوافقت "ربما" في خروجها إلى معنى التكثير في نحو قوله [من الطويل ] :


                                                                                                                                                                                                فإن تمس مهجور الفناء فربما أقام به بعد الوفود وفود



                                                                                                                                                                                                ونحوه قول زهير [من الطويل ] :


                                                                                                                                                                                                أخي ثقة لا تهلك الخمر ماله     ولكنه قد يهلك المال نائله



                                                                                                                                                                                                والمعنى : أن جميع ما في السماوات والأرض مختصة به خلقا وملكا وعلما ، فكيف يخفى عليه أحوال المنافقين وإن كانوا يجتهدون في سترها عن العيون وإخفائها ، وسينبئهم يوم القيامة بما أبطنوا من سوء أعمالهم وسيجازيهم حق جزائهم . والخطاب والغيبة في قوله : قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه يجوز أن يكونا جميعا المنافقين على طريق الالتفات . ويجوز أن يكون ما أنتم عليه عاما ، و "يرجعون" للمنافقين ، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : "من قرأ سورة النور أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة فيما مضى وفيما بقي " .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية