الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما

                                                                                                                                                                                                أي يعلم كل سر خفي في السماوات والأرض . ومن جملته ما تسرونه أنتم من الكيد لرسوله -صلى الله عليه وسلم- مع علمكم أن ما تقولونه باطل وزور ، وكذلك باطن أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبراءته مما تبهتونه به ، وهو يجازيكم ويجازيه على ما علم منكم وعلم منه . فإن قلت : كيف طابق قوله : إنه كان غفورا رحيما هذا المعنى ؟ قلت : لما كان ما تقدمه في معنى الوعيد عقبه بما يدل على القدرة عليه ؛ لأنه لا يوصف بالمغفرة والرحمة إلا القادر على العقوبة . أو هو تنبيه على أنهم استوجبوا بمكابرتهم هذه أن يصب عليهم العذاب صبا ، ولكن صرف ذلك عنهم إنه غفور رحيم : يمهل ولا يعاجل .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية