الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (52) قوله تعالى: واصبا : حال من "الدين" العامل فيها [ ص: 237 ] الاستقرار المتضمن الجار الواقع خبرا. والواصب: الدائم، قال حسان:


                                                                                                                                                                                                                                      2979 - غيرته الريح تسفي به وهزيم رعده واصب

                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو الأسود:


                                                                                                                                                                                                                                      2980 - لا أبتغي الحمد القليل بقاؤه     يوما بذم الدهر أجمع واصبا

                                                                                                                                                                                                                                      والوصب: العليل لمداومة السقم له. وقيل: من الوصب وهو التعب، ويكون حينئذ على النسب، أي: ذا وصب; لأن الدين فيه تكاليف ومشاق على العباد، فهو كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      2981 - ... ... ... ...     أضحى فؤادي به فاتنا

                                                                                                                                                                                                                                      أي: ذا فتون، وقيل: الواصب: الخالص.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن عطية: والواو في قوله: وله ما في السماوات عاطفة على قوله: إله واحد ، ويجوز أن تكون واو ابتداء. قال الشيخ: "ولا يقال واو ابتداء إلا لواو الحال، ولا تظهر هنا الحال". قلت: وقد يطلقون واو [ ص: 238 ] الابتداء، ويريدون واو الاستئناف، أي: التي لم يقصد بها عطف ولا تشريك، وقد نصوا على ذلك فقالوا: قد يؤتى بالواو أول كلام من غير قصد إلى عطف. واستدلوا على ذلك بإتيانهم بها في أول قصائدهم وأشعارهم، وهو كثير جدا. ومعنى قوله: عاطفة على قوله: إله واحد ، أي: أنها عطفت جملة على مفرد، فيجب تأويلها بمفرد لأنها عطفت على الخبر فيكون خبرا، ويجوز على كونها عاطفة أن تكون عاطفة على الجملة بأسرها، وهي قوله: إنما هو إله واحد وكأن ابن عطية قصد بواو الابتداء هذا، فإنها استئنافية.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية