الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              974 [ ص: 256 ] 13 - باب: إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط

                                                                                                                                                                                                                              1020 - حدثنا محمد بن كثير، عن سفيان حدثنا منصور والأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: أتيت ابن مسعود فقال: إن قريشا أبطئوا عن الإسلام. فدعا عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام، فجاءه أبو سفيان فقال: يا محمد، جئت تأمر بصلة الرحم، وإن قومك هلكوا، فادع الله. فقرأ: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين [الدخان: 10] ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى: يوم نبطش البطشة الكبرى [الدخان: 16] يوم بدر. قال: وزاد أسباط، عن منصور: فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسقوا الغيث، فأطبقت عليهم سبعا، وشكا الناس كثرة المطر، [ف] قال: "اللهم حوالينا ولا علينا". فانحدرت السحابة عن رأسه، فسقوا الناس حولهم. [انظر: 1007 - مسلم: 2798 - فتح: 2 \ 510]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث مسروق، قال: أتيت ابن مسعود، فقال: إن قريشا أبطئوا عن الإسلام.. الحديث. تقدم في أول الاستسقاء.

                                                                                                                                                                                                                              وقال الداودي: في الحديث تقديم وتأخير واختصار، لما عتت قريش وطغت وآذوا النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى ألجئوه إلى الخروج من بينهم، وفتنوا من قعد من المسلمين بالعذاب، دعا عليهم الشارع وهو بالمدينة فأنزل عليه - إما بعد الدعاء وإما قبله - فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين [الدخان: 10] وهو ما أصابهم من القحط والجدب، فلما اشتد عليهم، أتاه أبو سفيان يسأله أن يدعو لهم.

                                                                                                                                                                                                                              قال: والذي زاد أسباط في البخاري عن منصور: فدعا رسول الله [ ص: 257 ] - صلى الله عليه وسلم - فسقوا الغيث، وأطبقت عليهم سبعا، وشكا الناس كثرة المطر، فقال: "اللهم حوالينا ولا علينا". فانحدرت السحابة عن رأسه، فسقوا الناس حولهم، غلط.

                                                                                                                                                                                                                              وليس من شأن قريش في شيء ; لأنه أدخل قصة المدينة في قصة قريش ; لأنه إنما دعا على أهل مكة، والذي يليهم. والذي أصاب أهل المدينة لم يدع النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يصابوا به بينه قوله: "حوالينا ولا علينا" وانحدرت السحابة عن رأسه.

                                                                                                                                                                                                                              وليس الوقت الذي أصيب فيه أهل مكة أصيب فيه أهل المدينة. قاله الداودي، وأبو عبد الملك، ونقله ابن التين عنهم، وكذا قال الحافظ شرف الدين الدمياطي: إن الذي زاده أسباط وهم واختلاط، وهو أنه ركب سند حديث عبد الله بن مسعود على متن حديث أنس بن مالك، وهو قوله: ( فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسقوا الغيث ) إلى آخره. وحديث عبد الله بن مسعود كان بمكة، وليس فيه هذا. والعجب من البخاري كيف أورد هذا ؟ وإن كان معلقا مخالفا لما رواه الثقات.

                                                                                                                                                                                                                              و ( أسباط ) هو ابن محمد بن عبد الرحمن القاصر، ضعفه الكوفيون، مات أول سنة مائتين.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية