الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون

                                                                                                                                                                                                                                        ( وكم قصمنا من قرية ) واردة عن غضب عظيم لأن القصم كسر يبين تلاؤم الأجزاء بخلاف الفصم .

                                                                                                                                                                                                                                        ( كانت ظالمة ) صفة لأهلها وصفت بها لما أقيمت مقامه . ( وأنشأنا بعدها ) بعد إهلاك أهلها . ( قوما آخرين ) مكانهم .

                                                                                                                                                                                                                                        ( فلما أحسوا بأسنا ) فلما أدركوا شدة عذابنا إدراك المشاهد المحسوس ، والضمير للأهل المحذوف .

                                                                                                                                                                                                                                        ( إذا هم منها يركضون ) يهربون مسرعين راكضين دوابهم ، أو مشبهين بهم من فرط إسراعهم .

                                                                                                                                                                                                                                        ( لا تركضوا ) على إرادة القول أي قيل لهم استهزاء لا تركضوا إما بلسان الحال أو المقال ، والقائل ملك أو من ثم من المؤمنين . ( وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ) من التنعم والتلذذ والإتراف إبطار النعمة .

                                                                                                                                                                                                                                        ( ومساكنكم ) التي كانت لكم . ( لعلكم تسألون ) غدا عن أعمالكم أو تعذبون فإن السؤال من مقدمات العذاب ، أو تقصدون للسؤال والتشاور في المهام والنوازل .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية