الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون . قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وأقسموا بالله قال المفسرون : لما نزل في هؤلاء المنافقين ما نزل من بيان كراهتهم لحكم الله ، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : والله لو أمرتنا أن نخرج من ديارنا وأموالنا ونسائنا لخرجنا ، فكيف لا نرضى حكمك؟! فنزلت هذه الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد بينا معنى جهد أيمانهم [المائدة : 53] ، لئن أمرتهم ليخرجن من أموالهم وديارهم ، وقيل : ليخرجن إلى الجهاد قل لا تقسموا هذا تمام الكلام ; ثم قال : طاعة معروفة قال الزجاج : المعنى : أمثل من قسمكم الذي لا تصدقون فيه طاعة معروفة . قال ابن قتيبة : وبعض النحويين يقول : الضمير فيها : لتكن منكم طاعة معروفة ، أي : صحيحة لا نفاق فيها .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: فإن تولوا هذا خطاب لهم ، والمعنى : فإن تتولوا ، فحذف إحدى التاءين ومعنى التولي : الإعراض عن طاعة الله ورسوله ،فإنما عليه يعني : الرسول ما حمل من التبليغ وعليكم ما حملتم من الطاعة ; وذكر بعض المفسرين أن هذا منسوح بآية السيف ، وليس بصحيح .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 57 ] قوله تعالى: وإن تطيعوه يعني : رسول الله صلى الله عليه وسلم تهتدوا ، وكان بعض السلف يقول : من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا ، نطق بالحكمة ، ومن أمر الهوى على نفسه قولا وفعلا ، نطق بالبدعة ، لقوله : وإن تطيعوه تهتدوا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية