الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإذ اعتزلتموهم [ 16 ] .

                                                                                                                                                                                                                                        والتقدير : اذكروا إذ اعتزلتموهم . هذا قول بعض الفتية لبعض ، ( وما يعبدون ) في موضع نصب ، أي واعتزلتم ما يعبدون فلم يعبدوه ( إلا الله ) استثناء ، ( فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم ) جواب الأمر ، ( ويهيئ لكم من أمركم مرفقا ) زعم الأصمعي أنه لا يعرف في كلام العرب إلا مرفقا بكسر الميم في الأمر وفي اليد وفي كل شيء . وزعم الكسائي والفراء أن اللغة الفصيحة كسر الميم ، وأن الفتح جائز . قال الفراء : وكأن الذين فتحوا أرادوا أن يفرقوا بينه وبين مرفق الإنسان ، وقد يفتحان جميعا . فزعم الأخفش سعيد أن فيه ثلاث لغات جيدة : مرفق ، ومرفق ، ومرفق . فمن قال : " مرفق " ؛ جعله مما ينتقل ويعمل به ، مثل مقطع . ومن قال : " مرفق " جعله كمسجد لأنه من رفق يرفق كسجد يسجد ، [ ص: 451 ] ومن قال : " مرفق " ؛ جعله بمعنى الرفق .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية