الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون

                                                                                                                                                                                                                                        ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) تعميم بعد تخصيص ، فإن ( ذكر من قبلي ) من حيث إنه خبر لاسم الإشارة مخصوص بالموجود بين أظهرهم وهو الكتب الثلاثة ، وقرأ حفص وحمزة والكسائي ( نوحي إليه ) بالنون وكسر الحاء والباقون بالياء وفتح الحاء .

                                                                                                                                                                                                                                        ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ) نزلت في خزاعة حيث قالوا الملائكة بنات الله ( سبحانه ) تنزيه له عن ذلك . ( بل عباد ) بل هم عباد من حيث إنهم مخلوقون وليسوا بالأولاد . ( مكرمون ) مقربون وفيه تنبيه على مدحض القوم ، وقرئ بالتشديد .

                                                                                                                                                                                                                                        ( لا يسبقونه بالقول ) لا يقولون شيئا حتى يقوله كما هو ديدن العبيد المؤدبين ، وأصله لا يسبق قولهم قوله فنسب السبق إليه وإليهم ، وجعل القول محله وأداته تنبيها على استهجان السبق المعرض به للقائلين على الله ما لم يقله ، وأنيبت اللام على الإضافة اختصارا وتجافيا عن تكرير الضمير ، وقرئ «لا يسبقونه » بالضم من سابقته فسبقته أسبقه . ( وهم بأمره يعملون ) لا يعملون قط ما لم يأمرهم به .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية