الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: هي عصاي أتوكأ عليها ؛ وقرئ: "هي عصي"؛ بغير ألف؛ وأجودهما: "عصاي"؛ و"عصي"؛ لغة هذيل ؛ والأصل في ياء الإضافة أن يكسر ما قبلها؛ تقول: "هذا حجري"؛ فتكسر الراء؛ وهي في موضع ضم؛ وكذلك "رأيت حجري"؛ فإذا جاءت بعد الألف المقصورة؛ لم تكسرها; لأن الألف لا تحرك؛ وكذلك إذا جاءت بعد ألف التثنية؛ في الرفع؛ في قولك: "هما غلاماي"؛ وبعد ياء النصب؛ في قولك: "رأيت غلامي"؛ وبعد كل ياء قبلها كسرة؛ نحو: "هذا قاضي"؛ و"رأيت مسلمي"؛ فجعلت هذيل بدلا من كسرة الألف تغييرها إلى الياء؛ وليس أحد من النحويين إلا وقد حكى هذه اللغة؛ قال أبو ذؤيب :


                                                                                                                                                                                                                                        سبقوا هوي وأعنقوا لهواهم فتخرموا ولكل جنب مصرع



                                                                                                                                                                                                                                        قوله: وأهش بها على غنمي ؛ جاء في التفسير: "أخبط بها الشجر"؛ واشتقاقه من أني أحيل الشيء إلى الهشاشة؛ والإمكان.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ولي فيها مآرب أخرى ؛ جاء في التفسير: "حاجات أخر"؛ وكذلك هو في اللغة؛ وواحد المآرب: [ ص: 355 ] "مأربة"؛ و"مأربة"؛ وجاء "أخرى"؛ على لفظ صفة الواحدة؛ لأن "مآرب"؛ في معنى جماعة؛ فكأنها جماعات من الحاجات الأخرى؛ فلو جاءت "أخر"؛ كان صوابا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية