الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (69) قوله تعالى: ذللا : جمع ذلول. ويجوز أن تكون حالا من السبل، أي: ذللها الله تعالى، كقوله: هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا [ ص: 263 ] وأن تكون حالا من فاعل "اسلكي"، أي: مطيعة منقادة. وفي التفسير المعنيان منقولان.

                                                                                                                                                                                                                                      وانتصاب "سبل" يجوز أن يكون على الظرفية، أي: فاسلكي ما أكلت في سبل ربك، أي: في مسالكه التي يحيل فيها بقدرته النور ونحوه عسلا، وأن يكون مفعولا به، أي: اسلكي الطرق التي أفهمك وعلمك في عمل العسل. و "من" في من كل الثمرات يجوز أن تكون تبعيضية، وأن تكون للابتداء على معنى: أنها تأكل شيئا ينزل من السماء شبه الترنجبين على ورق الشجر وثمارها، لا أنها تأكل نفس الثمرات، وهو بعيد جدا.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: يخرج من بطونها التفات وإخبار بذلك، ولو جاء على الكلام الأول لقيل: من بطونك. والهاء في "فيه" تعود على "شراب"، وهو الظاهر، وقيل: تعود على القرآن.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية