الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون ( 10 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - ، مسليا عنه بوعيده المستهزئين به عقوبة ما يلقى منهم من أذى الاستهزاء به ، والاستخفاف في ذات الله : هون عليك ، يا محمد ، ما أنت لاق من هؤلاء المستهزئين بك ، المستخفين بحقك في وفي طاعتي ، وامض لما أمرتك به من الدعاء إلى توحيدي والإقرار بي والإذعان لطاعتي ، فإنهم إن تمادوا في غيهم ، وأصروا على المقام على كفرهم ، نسلك بهم سبيل أسلافهم من سائر الأمم من غيرهم ، من تعجيل النقمة [ ص: 272 ] لهم ، وحلول المثلاث بهم . فقد استهزأت أمم من قبلك برسل أرسلتهم إليهم بمثل الذي أرسلتك به إلى قومك ، وفعلوا مثل ما فعل قومك بك " فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون " يعني بقوله : " فحاق " فنزل وأحاط بالذين هزئوا من رسلهم " ما كانوا به يستهزئون " يقول : العذاب الذي كانوا يهزءون به ، وينكرون أن يكون واقعا بهم على ما أنذرتهم رسلهم .

يقال منه : " حاق بهم هذا الأمر يحيق بهم حيقا وحيوقا وحيقانا " .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

13094 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " فحاق بالذين سخروا منهم " من الرسل " ما كانوا به يستهزئون " يقول : وقع بهم العذاب الذي استهزءوا به .

التالي السابق


الخدمات العلمية