الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 602 ] ثم دخلت سنة خمس عشرة وأربعمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها ألزم الوزير جماعة من الأتراك والمولدين والشريف المرتضى ونظام الحضرة أبا الحسن الزينبي وقاضي القضاة أبا الحسن بن أبي الشوارب والشهود ، بالحضور لتجديد البيعة لمشرف الدولة ، فلما بلغ ذلك الخليفة توهم أن تكون هذه البيعة لنية فاسدة من أجله ، فبعث إلى القاضي والرؤساء ينهاهم عن الحضور ، فاختلفت الكلمة بين الخليفة ومشرف الدولة ، ثم اصطلحا وتصافيا ، وجددت البيعة لكل منهما من الآخر .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولم يحج في هذه السنة من ركب خراسان أحد ، واتفق أن بعض الأمراء من جهة محمود بن سبكتكين شهد الموسم في هذه السنة ، فبعث إليه صاحب مصر بخلع عظيمة ليحملها للملك محمود بن سبكتكين ، فلما رجع بها إلى أستاذه الملك محمود أرسل بها إلى بغداد فحرقت بالنار على باب النوبى للخليفة القادر بالله العباسي ، رحمه الله تعالى وجزاه خيرا عن قصده وسيرته الحسنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية