الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وإن الله سبحانه وتعالى هو المنشئ والقائم على كل ما خلق، وهو الذي يبدأ الإبقاء والإفناء؛ ولذا قال: وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون .

                                                          أكد سبحانه أنه هو وحده المحيي والمميت أكده بضميره الأعظم، وأكده بنحن، وهو توكيد لفظي، وأكده باللام، وأكد الإحياء ولم يؤكد الممات؛ لأن الإحياء غير مرئي، وإنما تظهر آثاره في الحياة، ولم يؤكد القرآن الحكيم الممات؛ [ ص: 4082 ] لأنه مرئي محسوس، يرى كل يوم، فما لا يظهر للحس وهو الإحياء أكده، وما يظهر للحس الحس يؤكده، وقد أخبر سبحانه أن الجميع بعد الموت يئول إليه سبحانه وتعالى؛ ولذا قال سبحانه: ونحن الوارثون فالجميع يئول إليه كما يئول الميراث للوارث.

                                                          وإن الله هو الذي أحيا، فهو الذي أنشأ الكون كله، وهو الذي أنشأ الإنسان من سلالة من طين كما قال تعالى: ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون

                                                          وإن قوله تعالى: ونحن الوارثون يومئ إلى ما صرح به سبحانه وتعالى، من البعث في الآية التي تلونا، والآيتان تشيران إلى أن من أحيا وأمات قادر على الإعادة، كما قال تعالى: كما بدأكم تعودون والله على كل شيء قدير ) .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية