الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون ( 12 ) )

قال أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " الذين خسروا أنفسهم " العادلين به الأوثان والأصنام . يقول - تعالى ذكره - : ليجمعن الله " الذين خسروا أنفسهم " يقول : الذين أهلكوا أنفسهم وغبنوها بادعائهم لله الند والعديل ، فأوبقوها باستيجابهم سخط الله وأليم عقابه في المعاد .

وأصل " الخسار " الغبن . يقال منه " : خسر الرجل في البيع " إذا غبن ، كما قال الأعشى :


لا يأخذ الرشوة في حكمه ولا يبالي خسر الخاسر

[ ص: 281 ]

وقد بينا ذلك في غير هذا الموضع ، بما أغنى عن إعادته .

وموضع " الذين " في قوله : " الذين خسروا أنفسهم " نصب على الرد على " الكاف والميم " في قوله : " ليجمعنكم " على وجه البيان عنها . وذلك أن الذين خسروا أنفسهم ، هم الذين خوطبوا بقوله : " ليجمعنكم " .

وقوله : " فهم لا يؤمنون " يقول : " فهم " لإهلاكهم أنفسهم وغبنهم إياه حظها " لا يؤمنون " أي لا يوحدون الله ، ولا يصدقون بوعده ووعيده ، ولا يقرون بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - .

التالي السابق


الخدمات العلمية