الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17320 باب ما جاء في الاستعانة بالمشركين .

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنبأ ابن وهب ، أخبرني مالك [ ص: 37 ] بن أنس ، عن الفضيل بن أبي عبد الله ، عن عبد الله بن نيار ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل بدر فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة ، ففرح أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رأوه ، فلما أدركه قال : يا رسول الله ، جئت لأتبعك وأصيب معك . فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " تؤمن بالله ورسوله ؟ " قال : لا . قال : " فارجع فلن أستعين بمشرك " . قال : ثم مضى حتى إذا كانت الشجرة أدركه الرجل ، فقال له كما قال أول مرة : " تؤمن بالله ورسوله ؟ " قال : نعم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " فانطلق " . رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر ، عن ابن وهب .

                                                                                                                                                ( قال الشافعي - رحمه الله ) : لعله رده رجاء إسلامه وذلك واسع للإمام ؛ وقد غزا بيهود بني قينقاع بعد بدر ، وشهد صفوان بن أمية معه حنينا بعد الفتح وصفوان مشرك .

                                                                                                                                                ( قال الشيخ - رحمه الله ) : أما شهود صفوان بن أمية معه حنينا وصفوان مشرك فإنه معروف فيما بين أهل المغازي ، وقد مضى بإسناده . وأما غزوه بيهود بني قينقاع ؛ فإني لم أجده إلا من حديث الحسن بن عمارة وهو ضعيف عن الحكم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : استعان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيهود قينقاع فرضخ لهم ولم يسهم لهم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية